مرفق صناعي في أذربيجان يخرج عن المألوف

10

تم مؤخراً الإعلان عن رابحي مهرجان العمارة العالمي لعام 2010 الذي أقيم في برشلونة في إسبانيا, وقد كان من أميز الرابحين تصميم مجمع Yevlakh لتصنيع الحبوب في أذربيجان, حيث تفرّد بألوانه المشرقة التي مثّلت السمة الأبرز والعلامة الفارقة للمشروع كونها غالباً ما تنعدم في مثل هذه المرافق الصناعية.

طبعاً لابد وأن نشير إلى أن شركة TOCA التركية هي من أشرف على تصميمه، لتنال بذلك المرتبة الأولى عن فئة الانتاج والطاقة وإعادة التدوير، بفضل عملها الرائد وخطتها التصميمية المتكاملة التي جمعت كل عمليات المصنع لتقدمها في كتلةٍ واحدةٍ تنظّم عملية إنتاج الحبوب.

فبوقوعه قرب منطقةٍ زراعيةٍ في أذربيجان تم تجهيز المصنع بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا مع الأخذ بعين الاعتبار عمليات تنمية الحبوب, كما تم تصور المشروع كآلةٍ واحدةٍ تتضمن عدة عمليات، وذلك بهدف تبسيط وتنظيم عمليات الانتاج وجعلها أكثر فاعلية, وهكذا جاءت كل عملية وحركة في المصنع لتحدد الشكل المعماري للمساحة التي تحتضنها، ولتبني مخطط موقع المصنع.

من الواضح أنه قد تم إكساء المصنع بألوانٍ براقة وحيوية, وذلك بهدف تطوير النماذج التقليدية للمصانع المتخصصة بإنتاج الحبوب, كما تم تزويده بملاقف وتهوية طبيعية للتقليل من الطاقة التي يتم استخدامها داخل المصنع بشكلٍ يساعد على تنظيم الحرارة. لابد من الإشارة إلى أنه من المتوقع من المصنع أن ينتج 250,000 طن من الحبوب الهجينة ليكون بذلك أول وحدة إنتاج من هذا النوع في البلاد, ومن هنا اقترح المعماريون أن تكون الآلة والأجزاء المتكاملة التي تعمل فيها هي هوية المبنى الأساسية.

وبناءً عليه جاء مخطط الموقع ليرتكز على مبدأ ربط المباني مع بعضها البعض بحيث يتمكن جميع المستخدمون من الدخول إلى الكتل المختلفة من مستوىً واحد. أما من ناحيةٍ أخرى، فقد اعتمد مفهوم المرفق على كسر العلاقة بين الآلات والمبنى نفسه, وهكذا تم توضيح الحدود الواقعة بين الآلة والمبنى عن سابق إصرارٍ وترصد.

لابد من الإشارة إلى أن المصنع تم تقسيمه إلى أربع مساحات وهي: معالجة الحبوب، التغليف، ثم التخزين وأخيراً التصنيف. حيث تعتبر وظيفة مكان التعبئة هي عملية تنظيف الحبوب وتقسيمها حسب النوعية ثم تغليفها, لتأتي بعدها عملية التخزين في المخازن. وطبعاً هنا لم يغفل المعماريون عن أهمية توفير مبنى الصيانة لمساحةٍ كافيةٍ لركن المركبات والعمل على إصلاحها عند الحاجة, في حين تم تزويد صوامع التخزين بمساحةٍ لتجفيف الحبوب وتخزينها. وطبعاً تساعد الملاقف والتهوية الطبيعية بشكلٍ كبيرٍ في التقليل من استخدام الطاقة في المبنى للمحافظة على حرارة المرفق بالحد الأنسب.

صرح ختاماً بعض الحكام فيما يتعلق بالمشروع ذاكرين أنه مشروع فريدٌ من نوعه ويعمل كآلةٍ واحدة وأن شكله يحدد آلية العمل, بالإضافة إلى أن استخدام الألوان المثيرة قد منحه معنىً رمزياً, كان قد زوده بصفةٍ تتعلق بوظيفة المبنى بشكلٍ منقطع النظير, كما أشاروا إلى أن إعادة صياغة الكسوة الخارجية الملونة يُعتبر استراتيجيةً قويةً للغاية.

إقرأ ايضًا