سر برج تايوان ماهو إلا حصوة مرمية في المياه

0

من المؤكد أنك جربت رمي حصاة في بركة مياهٍ واستمتعت بمشاهدة المياه تدور وتدور، ولكن هل فكرت بأن هذه الأشكال تصلح لتصميم برجٍ معماري مثلاً… من المؤكد بأنك لم تفعل، فقد قام فريق Aedas R&D المعماري وللمرة الأولى بتقديم اقتراحٍ إلى المسابقة الخاصة ببرج تايوان بوحيٍ من الأشكال الهندسية التي تتشكل عند رمي الحصى في المياه، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المشاهد الطبيعية المحيطة بالبرج وكذلك في الكسوة الملتفة حوله.

فقد تم إقحام برج تايوان هذه المرة في حديقة البوابة الجديدة من خلال سلسلة من التموجات التي شكلت التراسات والجسور التي تربطه والمناظر الطبيعية، وقد تلاحظ عزيزي القارئ بأنه ينبثق من الحديقة ويخرج منها بارتفاعٍ يبلغ 370 متر، مما استدعى ابتكار نموذجٍ قياسي للسيطرة على شكل البرج وتحسين مساحته، بالإضافة إلى تحديد عدد وحجم وانحدار وتوزيع الشرائط الهيكلية لتلبية المتطلبات الهندسية والمعمارية، حيث تقوم هذه الأشرطة المدببة -وبغض النظر عن ملامحها الجمالية- بتطويق البرج، بينما تقوم الشرائط الأوسع بوصفها عناصر داعمة للمبنى رقيقة القوام بالمساعدة على تقوية الكتلة.

فالأشرطة نفسها التي تحدد ارتفاع الكتلة تقوم بتحديد قاعدته، حيث تظهر قاعدة البرج الواسعة والشرائط الأفقية المنبثقة عنها على شكل دوامة باستقبال الزوار على نحوٍ مثير، في الوقت الذي تشكل فيه أيضاً انتقالاً سلساً بين الأراضي الطبيعية الأفقية والبرج العمودي.

كما وقد تم تصميم مدخل البرج ليكون سهل الوصول من قبل العامة، حيث يضم هذا الجزء وإلى جانب ردهة المدخل متحفاً متصاعداً، بينما يعلو هذا المتحف مساحاتٍ مكتبية يمكن الوصول إليها عبر مجموعة منفصلة من جسور المشاة التي تؤدي إلى الردهة الثانية حيث تبدأ المكاتب، مما يخلق تتابعاً بصرياً بين الاستخدامات المختلفة للبرج، في الوقت الذي يضم الجزء العلوي من الكتلة مطعماً ومنصة للمراقبة، والتي تم تصميمها أيضاً بوحيٍ من قطرات المياه المنفصلة والمعلقة في الهواء قبل أن تعود إلى الأرض.

وأخيراً فقد قام الفريق بإعطاء أولوية كبيرة للحد من انبعاثات البرج من خلال دمج استراتيجيات التصميم السلبي في أنحاء مختلفة من المبنى، إذ يسمح التصميم بإدخال الضوء الطبيعي والهواء عن طريق الحد من عمق الكسوة، كما وتخدم الردهة المركزية أيضاً بمثابة إجراءٍ آخر لزيادة نسبة الضوء والهواء في البرج، في حين تم سحب سطح الواجهة قليلاً إلى الداخل لتوفير التظليل للمبنى مع الحفاظ على شكله.

يشار إلى أن التصميم يستفيد على نحوٍ كبير من استخدام طاقة الرياح ونظم الطاقة الشمسية وجمع مياه المطر، إلى جانب مضخات الحرارة الأرضية ومصادر الوقود الحيوي من الطحالب.

إقرأ ايضًا