مسرح أغورا يضخ الحياة في جسد ليليستاد

8

قلما تتحفنا الرؤى المعمارية بمسارح ملونة ونابضة بالحياة كمسرح أغورا، الذي جاء كجزءٍ من خطة مدينة ليليستاد الهولندية الرئيسة من تصميم المعماري Adriaan Geuze, التي كان الهدف منها آنذاك تنشيط وسط المدينة الرصين، فقد استجاب فريق UNStudio إلى النداء القاضي بإحياء واستعادة المدن الهولندية الجديدة ما بعد الحرب، وذلك من خلال التركيز على وظيفة المسرح الأصلية وخلق عالمٍ من السحر والبراعة.

يظهر ذلك جلياً بالنظر إلى المساحات الداخلية والخارجية من مسرح أغورا على حدٍ سواء، حيث تمت إعادة صورة المسرح الملون من جديد، فهناك لا يمكنك أن تكون متأكداً أبداً مما هو حقيقي وما هو عدا ذلك، إذ لا تتقيد عروض الأداء والمسرحيات بخشبة المسرح أو فترة العرض المسائي المعتادة، ولكنها تمتد لتخوض التجربة العمرانية في أي وقتٍ من النهار.

لقد أراد المعماري Ben van Berkel مؤسس الشركة العريقة الاستفادة من خبرته الخاصة في كيفية تواصل المباني مع الناس وجعل الأداء المسرحي بشكلٍ خاص والعمارة بشكلٍ عام تتجاوز حدودها التقليدية، كما صرح مؤخراً “يمكننا أن نفهم العمارة بشكلٍ جزئي على أنها أداءٌ لا نهاية له، فعندما يتحول المشروع المعماري ويصبح مجرداً ومركّزاً وموسعاً، فإنه يصبح بالتالي متنوعاً وملائماً لمحيطه، ويحدث كل هذا بتفاعله مع العامة.”

فاليوم -والكلام للمعماري- وأكثر من ذي قبل بتنا نشعر بالخصوصية التي تتحلى بها العمارة، ولا يتحلى بها أي جانبٍ آخر، حيث تكمن طبيعة العمارة الحقيقية في التفاعل ما بين المعماري والمشروع والعامة، ليتجاوز تأثير المشروع المعماري التصميم الذي أعد له في الاستوديو ويتغير كلياً عندما يظهر على العلن.

من جهةٍ أخرى فإن الأوجه المتعددة للمسرح لها تاريخٌ طويل مع شركة UNStudio بزعامة Ben van Berkel، فقد تم تجزيئ الكسوة على سبيل المثال لتتلاءم ووضع القاعات كلٌ في جهة لأسبابٍ صوتية في مجملها، وهكذا نجد بأن المسرح الصغير والمسرح الكبير، بالإضافة إلى برج المنصة والعديد العديد من الردهات المنفصلة والمتداخلة مع غرف الملابس، إلى جانب القاعات متعددة الوظائف والمقهى والمطعم قد تم حشرها جميعاً في كتلة واحدة تبرز بشكلٍ كبير في اتجاهاتٍ مختلفة.

في المقابل نتج عن هذه الكسوة الغريبة، بروز الكتلة التقنية، التي تحتوي على المعدات المسرحية، كعائقٍ في مخطط المدينة، ولكن فريق UNStudio استطاع أن يتدارك الموقف ويدمجها بكل سلاسة في السياق العام.

وتسترعينا أيضاً واجهات المسرح بزواياها الحادة وأسطحها البارزة، حيث تمت تغطيتها جميعاً بصفائح فولاذية وزجاجية على شكل طبقات في كثيرٍ من الأحيان وفي ظلالٍ من الأصفر والبرتقالي، كما وتمت الاستفادة من هذه البروزات في عرض ما يحصل على خشبة المسرح ولكن بشكلٍ مقلوب، فعلى سبيل المثال تمكن الردهة القابعة فوق المدخل الفنانين من مراقبة الجمهور الذين يقتربون من المسرح عبر النافذة الكبيرة المائلة.

إقرأ ايضًا