3XN تقلب مفهوم الواجهة الأمامية!

6

أرادت شركة القانون الدنماركية Horetn أن يقدم مقرها الجديد نفسه بطريقة عصرية وكلاسيكية قوية بنفس الوقت، فأتى الحل عام 2009 بتصمم مكتب حديث بمفهوم جديد للواجهة الكلاسيكية المصبوبة بالحجر .

حيث يظهر المبنى في الداخل خفيفاً ومفتوحاً بتركيبة مرنة تشجع الاجتماعات الغير رسمية وتبادل المعرفة . في حين تم تكثيف الجو المليء بالنشاط من خلال الهيئة الخارجية المعقدة والمبدعة، وتم تطوير تصميم الواجهة الأمامية الفريد من نوعه من أجل طرح معايير جديدة ضمن حلول طويلة الأمد. حيث تأتي الواجهة الأمامية الثلاثية الأبعاد من الفيبرجلاس والترافيرتين لتعمل كستار ضد الشمس مع المحافظة على منظر جديد باتجاه المياه. وبهذه الطريقة، يصبح التصميم الهندسي المعماري نفسه هو المساهم الرئيسي في توفير الطاقة للمبنى.

 

ومنذ البداية ، كان الهدف الرئيسي هو تصميم مبنى لا يكون قادراً فقط على تلبية متطلبات توفير الطاقة الحالية، وإنما يكون قادراً أيضاً على وضع معايير جديدة فيما يخص تجاوز هذه الأنظمة البيئية في دستور المبنى. ومن أجل الحماية ضد التسخين المفرط، كان من الضروري أن يتم تصميم المبنى بحيث يكون مغلفاً من جهة الجنوب ومفتوحاً من الشمال.

 وبسبب خاصية الأبعاد الثلاثة التي تتمتع بها الواجهة ،فإنها تعمل كستار ضد الشمس لتسمح بذلك بدخول حرارة لطيفة إلى المكاتب. وقد تم إنجاز هذا بينما ما يزال المنظر باتجاه الماء قائماً، حيث يتمتع كل مكتب بشكله الخاص. وبعبارة أخرى، فإن الهندسة العمرانية للمبنى هي نفسها التي شاركت بأكبر نسبة في توفير الطاقة بالإضافة إلى توجيه المبنى وتصميم الواجهة الثلاثية الأبعاد الواقية بذاتها.

 ومع تصميمها الفريد، فإن الواجهة هي فريدة أيضاَ بتركيبتها المادية، ولكي تنسجم مع الهندسة الشكلية المميزة، كان من الطبيعي أن يتم تصميمها باستخدام مواد وطرق بناء مبتكرة . فلو تم بناء الواجهة نفسها باستخدام طرق إنشاء تقليدية (كالإطارات التقليدية)، لشكَّل ذلك تحدياً كبيراً في مهمة بناء كل عنصر بشكل منفصل، وستكون النتيجة عدم إمكانية الحفاظ على التناسق.

وعلى النقيض، باتخاذ قرار البناء باستخدام الفيبرجلاس بشكل كامل أصبح من المستحيل أن يتم الإنتاج الشامل بأقل تناقضات ممكنة بين عناصر المبنى المختلفة. ونشير هنا إلى حديث Bo Boje– المهندس الشريك في 3XN– حيث يقول: “وجدنا في بحثنا العديد من الإشارات المتعلقة بالموضوع والتي تشير إلى سفن وطواحين هوائية، ولكننا لم نجد أية مشاريع بناء مدعومة ذاتياً بعناصر عازلة من الفيبرجلاس.”

 إن طريقة الإنتاج باستخدام الفيبرجلاس كانت شهيرة في عدة مرافق مما يسمح بظهور مرتسمات هندسية دقيقة ويتيح معرفة كيف تم بناؤها بالضبط، حيث كان الابتكار يعتمد على دمج القيبرجلاس مع تصميم المبنى. وأتت النتيجة النهائية على شكل واجهة أمامية مؤلفة من طبقتين من تركيبة الفيبرجلاس بقالب من المطاط الإسفنجي العالي العزل المطلي بطبقة خارجية من الترافرتين.

علاوة على ذلك ، كان من الضروري تصميم الواجهة بعناصر متشابهة قدر الإمكان من دون خسارة الهيئة الفريدة للمبنى، وذلك من أجل البقاء ضمن حدود الميزانية المخصصة. كما أن صنع ألواح الأرضية على شكل متعرج يسمح بإيجاد طريقة منطقية وفعالة لضم الواجهة. وبذلك أصبح بالإمكان إدراك الهندسة الشكلية المعقدة من دون الكشف عن الرؤية المعمارية الأصلية من خلال الاستخدام الأمثل للقوالب.

إن عامين من البحث والتطوير لا يبدوان حقاً فترة طويلة من الجهد الشاق عندما نبدأ برؤية النتائج تتحقق. والطريف في الأمر هو أن التحديات الأكبر كانت الأكثر المتعة  التي ساهمت في إغناء تجربة المهندس ( كما يقول Olaf Kunert– أحد المهندسين العاملين على المشروع في 3XN).ويبقى أن نذكر أن هذا المبنى سيزيِّن 10.000 مترمربع من أراضي مدينة كوبنهاغن الدنماركية.    

   

 

إقرأ ايضًا