مبنى يخاطب القرن التاسع عشر بلغةٍ معاصرة 100%

11

كثيرون هم من يعتقدون بأنه ما من شعورٍ أصعب من عدم الانتماء، على الأقل هذا ما يعتقده فريق Reiulf Ramstad المعماري، الذي قرر مساعدة مبنى ‘K5’ السكني في العاصمة النرويجية أوسلو على الانخراط والسياق العام أكثر، حيث يقع المبنى في قلب إحدى الأحياء الجديدة في المدينة التي تعج بالملاهي الليلية والمقاهي والنوادي والمطاعم ومتاجر الأزياء العالمية من جهة، وما بين مجموعة من مباني القرن التاسع عشر التقليدية من جهةٍ أخرى.

كما يتألف المبنى من سلسلةٍ من المنازل السكنية إلى جانب بعض مرافق الصناعات الخفيفة بتوزعٍ يتماشى مع المنحدارت الطبيعية اللطيفة التي يقوم عليها مركز المدينة بأكمله، وبذلك يمكن اعتبار هذا المبنى واحداً من الأمثلة النادرة المتبقية من التركيبة القديمة المتضمنة لمباني القرن التاسع عشر التي تجمع الشقق السكنية ومرافق الصناعات الخفيفة في مكانٍ واحد، وبناءً عليه جاءت الكتلة الجديدة بتصميمٍ يأخذ بعين الاعتبار هذه الظروف مجتمعةً.

إذ تم دمج المبنى في السياق العمراني الجديد بجوار جدران المباني التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي تمتاز بإيقاع منتظم من النوافذ الطويلة والضيقة والعليات القابلة للسكن، ولذا نلاحظ سلسلةً من النوافذ الزجاجية التي تحاكي نوافذ المباني القديمة المجاورة، ولكنها هنا لا تتبع إيقاعاً واحداً، وإنما تختلف ارتفاعاتها تبعاً لأطوال الجدران.

فعلى سبيل المثال، تم كسر هذا الإيقاع لجعل المبنى أقرب من سياقه المعاصر، عن طريق رصف النوافذ المطلة على شارع كورسغاتا على نحوٍ منفصل وبشكلٍ غير متوقعٍ في وسط الجدار في إشارةٍ إلى وجود الدرج وتوزيع المنازل على الجانبين، ولا يتوافق هذا الاختلاف الطفيف فيما يتعلق بالشبكة العادية للنوافذ مع التغيير الكبير في التوزيع الداخلي الذي يميز الطوابق الستة.

إذ ينقسم كل طابق من طوابق المبنى إلى ثلاثة أجزاء طولياً، في حين تمتد الشقق من الجدار إلى الجدار، ما عدا تلك التي يقطعها الدرج والمصاعد، كما ويختلف ترتيب هذه الغرف التي تتمحور حول حاجزٍ مركزي يحتوي على أنابيب المياه للحمامات والمطابخ، فقد تم التركيز في هذه المساحة على إدخال الضوء الطبيعي إلى الداخل على الرغم من عدم وجود نوافذ على اثنين من الجدران الأربعة، حيث يشغل الجدار الشمالي المطل على الشارع الواجهة الرئيسية ويظهر بهيئةٍ أكثر تقشفاً والفضل لأحجاره القرميدية المكشوفة وأطر النوافذ المعدنية المنبثقة من الجدار بنفس الألوان.

من جهةٍ أخرى يتراجع الطابق الأول عن الواجهة ليترك مجالاً للنوافذ الأفقية والشرفة، بينما يكون الجدار الخلفي المواجه للجنوب مفتوحاً تماماً على المشهد الطبيعي، الذي يتألف من ساحة خضراء تتقاسمها عدة مبان في الجوار، دون أن يحول ذلك من رؤيتها من الطوابق العليا، إلى جانب بعض المساحات الخضراء بين مباني القرن التاسع عشر الصناعية.

وأخيراً تقوم الحواجز الخضراء على الشرفات بحجب أشعة الشمس القوية التي تتدفق من خلال الأبواب المنزلقة، وعلى الرغم من عدم وجود مرشحات في الطابق الأخير، نلاحظ وجود ثلاثة ألواح زجاجية على شكل الأنابيب المركبة فوق فتحة المدفأة والتي تقوم بنقل أشعة الشمس، حيث ركز فريق العمل على التفاصيل دون إهمال الشكل العام، ويظهر ذلك بالنظر إلى الزخارف المعدنية على باب المدخل، والتي تتكرر في حواجز الطابق الخامس المعدنية، في الوقت الذي رُصفت فيه شرفة السطح بالأخشاب المحلية.

إقرأ ايضًا