روضة أطفال يابانية حول شجرة أسطورية

65

إن كنت كبيراً ستتمنى أن تعود طفلاً صغيراً، إما إن كنت صغيراً فلن تتمنى أن تكبر على الإطلاق.

نعم، فلهذه الروضة اليابانية بيضوية الشكل من السحر ما سيؤثر على عقول الصغار والكبار، حيث تتحلق بمبناها الصغير حول شجرةٍ أسطورية حاملةً اسم روضة فوجي للأطفال. وبتصميم مبتكر بتوقيع المعماريين يوي وتاكاهارو تيزوكا، يلتف جسد الروضة بكتلة من الزجاج والخشب حول الشجرة التي يعود تاريخها إلى خمسين عام، خالقةً حديقةً داخليةً مذهلة ومساحة لعبٍ مميزة للأطفال المحظوظين.

أما عن غرف الصفوف فتصطف حول المبنى الأسطواني وإيا غرف الانتظار، ليكون بإمكان الأطفال التحليق بأحلام اليقظة عبر النوافذ المطلة على الشجرة القديمة، فلهذه الشجرة تاريخها الملهم، حيث كادت أن تُقتلع في إحدى الأعاصير التي أصابت المنطقة، وأصابها الجفاف بعدها ولكن نجت وتعافت بأعجوبة وعادت لتكون الشجرة المفضلة لأطفال المنطقة الراغبين بالتسلق واللعب وذلك قبل إنشاء المدرسة الحالية بزمن.

وهكذا احتفظت هذه الشجرة الأسطورية بمكانتها في قلوب السكان، الأمر الذي دفع بالمصممين لتصميم روضة الأطفال هذه حولها، حيث تم الآن تزويدها بحبال يتمكن الأطفال بوساطتها التسلق عليها في فترات الاستراحة وبعد انتهاء الدوام المدرسي، أما عن الطوابق المدرسية فهي عملياً عبارة عن طابقين تم تكديسهما بطريقة لولبية حول جذع الشجرة، ولكن في الحقيقة وحسب منظور الأطفال هناك أربع طوابق إضافية، لا يمكن لغير الأطفال الدخول إليها، إذ يبلغ ارتفاع كل واحد منها متر واحد فقط، فهي مخصصة لشحذ مخيلة الأطفال الذين سيزحفون عليها ليسبروا غمارها.

تحقيقاً لهذه الغاية تم فرش أرضيات هذه الطوابق بسجادات مطاطية الهدف منها حماية أجساد الطلاب الصغيرة من الارتطامات المحتملة.

بالحديث عن مواد البناء، كنا قد أشرنا لاستخدام الزجاج في المبنى، وهنا نخبركم أن الهدف منه هو ضمان وصول أشعة الشمس قدر الإمكان للمناطق الداخلية التي تربط الأطفال بالمناطق الخارجية حتى أثناء الدراسة، فالهدف الأول والأخير من التصميم هو إلهام خيال هذه العقول الصغيرة مع تقديم مكان ملائم للتعلم واللعب في آنٍ واحد.

إقرأ ايضًا