تصميم طائرة مخصصة ليصلي فيها أفراد القوات الجوية الأمريكية

2

بمجرد ذكر اسم القوات الجوية الأمريكية The U.S. Air Force تتبادر للذهن الكثير من الصور وتختلج في النفس الكثير من المشاعر، فنتذكر قصصاً عن إخبارات الطيارين وإنجازات المهندسين والمعارك التاريخية ورحلات اكتشاف الكون وأبطال القوات الجوية والكثير من اللقطات التي تومض في أذهاننا. أما الهدف من مشروع اليوم فهو التقاط الروابط الأساسية في جميع هذه القصص معاً؛ كتصوراتٍ عن رحلات الطيارين في السماء الزرقاء التي لا تنتهي، ومشاعر الافتتان بأداةٍ عالية الأداء، وتجربة التحليق، وصور للدخان الذي تتركه الطائرات وراءها، بالإضافة إلى الرقصات الاستعراضية التي يؤدونها الطيارين كعروض الباليه في السماء. فهكذا تم التقاط كل هذه التصورات والذكريات في التصميم لبناءٍ يُمثل ويُجسد القوات الجوية وروادها من رجالٍ ونساءٍ.

وقد فازت شركة R. Miller Architecture عقب فوزها بالمنافسة لتصميم مشروع كنيسة قرية القوات الجوية Air Force Village Chapel بجائزة المعهد الأمريكي للمعماريين في أورلاندو بدرجة الامتياز، حيث كان الملهم الرئيسي في التصميم هو الطائرات العسكرية مثل موستانغ P51 أو F22 Raptor المعاصرة. وهذا ما يستحضر داخل البناء تجربة الطيّار بالجلوس في فقاعةٍ إهليجية لا تحيط بها إلا السماء. في حين تم تصوّر الممر المؤدي إلى الكنيسة وصحن الكنيسة والمذبح خارج هذه التجربة.

من المتعارف عليه أن الطائرات المعاصرة تتميز بأجزائها الحادة التي ترتبط بجسم الطائرة. وقد أكدت فكرة التصميم على تجميع المساحات حول البناء كمكونٍ رئيسي له يكمل شكله ليبدو كتصميم طائرة. إذ تم تجميع الكنيسة الكاثوليكية والمكاتب المتنوعة والسكرتاريا والكثير من الغرف الضرورية الأخرى حول البناء في المركز بشكلٍ هندسيٍّ مميز وهو -القطع الناقص- لتحيط بالقطع هذه المساحات وتكون أشبه بأجزاء الطائرة.

أثناء طيرانها، تنقل الطائرة حركتها وسرعتها لركابها وإن كانوا جالسين بهدوء. وقد تم تصميم الكنيسة لتمتلك ذات الاستجابة الديناميكية، فالعديد من النساء والرجال من القوات الجوية قد استرجعوا تجاربهم وذكرياتهم داخل طائراتهم بعاطفةٍ عارمة عند ارتيادهم الكنيسة. وهنا يتحدث أحد طياري الحرب العالمية الثانية عن طائرته P51 بهذه الطريقة: لو كانت تلك الطائرة فتاة لتزوجتها في تلك اللحظة وفي تلك البقعة”. (مقتبس عن Wild Blue بقلم Stephen Ambrose).

أما الهدف من الكنيسة فقد كان بعث ذات روح التوق والشوق وذات العواطف في قلوب المتقاعدين من القوات الجوية.

وللمشروع قيمته الاجتماعية، فقد تدوم دقيقة العظمة في الذاكرة إلى الأبد. فكان هذا سبب تعمد تصميم الكنيسة على شكل طائرة، حيث قبعت مكانها بمثابة نصبٍ تذكاريٍّ تهديه العمارة لـ Air Force Village II. ومن بين سمات البناء نجد أنه على محور Freedom Way Drive بجوهره وشكله المتميز لترتفع فوق ممر الوصول الرئيسي. وهذا ما يقدم دعوةً ملحة لزيادرة الكنيسة الفريدة من نوعها المُقدمة لسرب القوات الجوية الثاني.

سيوفر البناء الكثير من الفرص التعليمية خارجه وداخله، بالإضافة لعروضٍ من التاريخ تضم أحداثاً ومحاربين قدماء شاركوا في جعل البناء جزءاً خاصاً من المجتمع. ومما لاشك فيه أن الرعاية بالكنيسة ومنزلتها الرفيعة ستُظهر احتراماً وتشريفاً لأولئك الذين خدموا وطنهم بأمانةٍ في القوات الجوية الأمريكية.

نهايةً نجد أن الكنيسة تبلّغ أهدافها الروحية بعدة طرق، فالبنية المرتفعة تُلهم المرء بأن يرفع عينيه وصولاً إلى المقام المقدس. وكونها تمثّل مكاناً للغناء والموسيقا، فقد تم التخطيط لنظامٍ صوتيٍّ مميزٍ من خلال تصميم البناء. كما ترمز السماء التي تبقى مطلّة على البناء بأسقفه الزجاجية وما فيها من نجومٍ وغيومٍ إلى مدى ذكر الكتاب المقدس لها.

وفي الختام نشير إلى أنه قد تم تزويد البناء بتقنياتٍ تمكنه من التحكم بالوهج والإضاءة الزائدة عن الحاجة خلال النهار، كما سيتم عرض بعض الأعمال الفنية ومقاطع مميزة من الإنجيل بطريقةٍ مناسبةٍ قرب تصاميم الزجاج الملون مما يمنح القوات الجوية في النهاية دار العبادة والصلاة التي يأملونها.

إقرأ ايضًا