يقع مشروع اليوم في حي Jardins، أحد أحياء المدينة البرازيلية ساو باولو التي تعاني في الوقت الحاضر من تغييرات جذرية، كما ويتميز هذا الحي بحركة مرور مزدحمة، لذا تبرز الواجهة الشمالية بوصفها تجسيداً قوياً وعضوياً لخصائص هذه المدينة المدارية، مثل الضوضاء والإشعاع الشمسي، فقد أراد فريق Triptyque أن يبدو مبنى وكالة Loducca جزءاً لا يتجزأ من البيئة المحلية.
ولكن هذه الرغبة لم تكن بهذه السهولة وخاصةً في مدينة مثل مدينة ساوباولو وحي مثل حي Jardins، فقد تم تحقيق الشفافية المستحيلة بين المبنى والشارع من خلال تفكيك الواجهة، ليعكس الغشاء العضوي والمنساب، عدا عن أشعة الشمس، حركة المرور المزدحمة في الحي، حيث يقوم هذا الغشاء بحماية المبنى من أشعة الشمس في الوقت الذي يسمح للعامة بمشاهدة ما يجري في الداخل على نحوٍ متناقض للغاية، دون المساس بحرمة موظفي الوكالة.
وكأن لهذا المبنى أعين تحدق في المدينة وتكشف ما يجول في داخلها بدقة من خلال طبقات متراكبة مختلفة، تقوم الأبواب الزجاجية وعاكسات الشمس والأجزاء الزجاجية الأمامية بربط الخارج مع الداخل بصرياً، في الوقت نفسه، تتعاقب الطبقة المزدوجة المعتمة في الواجهة الخلفية مع طبقة أخرى مفردة شفافة في لعبةٍ بصرية مثيرة للاهتمام، الأمر الذي يعزز من اتصال الخارج مع الداخل.
ولكن هذه الاستمرارية البصرية لم تكن لتفتح مساحات الوكالة على مرأى العامة على حساب خصوصية الموظفين، فقد قام فريق Triptyque بربط لوح إسمنتي مع غشاء الواجهة، دون أن يؤثر ذلك على عملية الربط بين الداخل والخارج، وبالحديث عن الربط، فقد تم ربط طوابق المبنى الثلاثة من خلال درجٍ إسمنتي يبدأ من المرآب وينتهي في الطابق الأخير في الغرفة الزجاجية وهي عبارة عن منصة مفتوحة على الأشجار المحيطة بالمبنى، مما ساهم بدمج المساحات الخارجية مرة أخرى مع المساحات الداخلية.