تصميم يُنتج شتى أنواع الطاقة في مقر مؤسسة الكهرباء في كوريا

9

كانت مؤسسة الكهرباء الكورية Korea Electric Power Corporation KEPCO قد أعلنت سنة 2009 عن منافسةٍ لبناء مبنى مقرها الجديد في مدينةٍ قرب Naju بكوريا الجنوبية. وسيشغل مقر (KEPCO) الجديد حوالي 120,000 متر مربع كمكاتبٍ ومعرضٍ عام، وسيشكل بالطبع علامةً مميزة في النسيج العمراني لهذه المدينة الملفتة للنظر.

وقد كانت (KEPCO) قد أظهرت طموحاً برؤيةٍ معينة لمبناها بأن يكون أخضراً في خضم تقدم العالم أجمع في مجالات الاستدامة والحفاظ على المسطحات الخضراء.

وتصف شركة H Associates التصميم الذي وضعته لمشروعها هذا والذي جاء في المرتبة الثالثة ضمن المسابقة لينطرح تحت اسم GREEN ENERGY THEME PARK بأنه قد ركّز على دمج الحدائق بالبناء نفسه ليزيد الإدراك لأهمية الطاقة الخضراء في دورة الحياة. وتتحدى استراتيجيةٌ كهذه المبنى المنعزل الذي تتدرج على واجهته الحدائق وتعطي للمكاتب طبولوجيةً جديدة. ويقلب التصميم الخطط التقليدية ليخلق تنظيماً مركزياً بمساحةٍ عامةٍ مفتوحة في قلب الموقع.

وتتدرج كتلة البرج بالإنحدار إلى سلسلةٍ من المنحدرات التي تضم أسقفاً خضراء ممتزجة بالحدائق المحيطة، وتشكل طبوغرافيه هذه الاستراتيجية ودياناً توصل الضوء وتزيد من حركة الهواء عبر البرج في نفس الوقت الذي تخلق فيه تحتها ممراً لطيفاً للمشاة.

ثم يرتفع فوق هذه المنحدرات الخضراء العماد الأساسي للبرج والمكون من تسعةٍ وعشرن طابقاً ويضم أغلب مكاتب (KEPCO). ثم يمتد فناءٌ رأسي من مركز الساحة العامة إلى أعلى كتلة البرج. حيث يتحكم هذا الفناء بالتهوية في البناء كاملاً وبإضاءته الطبيعية وبالمناظر التي يطل عليها حتى. بالإضافة لميزة حرية اختيار أن تبقى المكاتب مفتوحةً للبيئة الخارجية أو منعزلة تماماً، إذ يمكن للفناء التحكم بصد الظروف الجوية القاسية مع العمل على تهوية المبنى بشكلٍ طبيعيٍّ في الظروف الجوية المعتدلة.

أما واجهة البرج فقد تم تصميم جنبيها بشكلٍ منفصل بحيث يتوائم تصميم كل واجهة حسب إتجاهها وإطلالتها ومدى حاجتها لضوء الشمس أو للهواء. مع توزع عدة تقنياتٍ للإضاءة والتظليل تختلف بين واجهةٍ وأخرى، ويعمل الطحلب الذي يكسو الواجهة كعازلٍ طبيعيٍّ للصوت في البناء. بالإضافة للكثير من الأنظمة التي جعلت من المبنى أشبة بآلةٍ لتوليد الطاقة وتوفير مصادرها الطبيعية، إذ تعمل ألواح تجميع الطاقة الشمسية وأنظمة SOLAR FIELD المدمجة في الوجهة على تجميع أكبر قدرٍ ممكنٍ من الطاقة الشمسية خلال النهار لتقوم حساسات الطاقة وأنظمة التحكم الذكية بتقليل استهلاك الطاقة في المبنى.

كما تعمل توربينات الهواء في قمة المنحدر الأخضر على تحويل الرياح القوية المبددة إلى طاقة. وتلتقط الفجوات بين تكتلات الأبنية الهواء العابر فيها لتوزعه على الأماكن العامة المفتوحة. ليتم فيما بعد تجميع هذا الهواء في قاعدة الفناء العمودي الذي يرزح تحت ضغطٍ متزايد ليندفع بقوةٍ بعد ذلك إلى أعلى خلال الفناء بأكمله.

وأخيراً تمنع أنظمة استبقاء الماء ومواقف السيارات التي تكسو أرضها الأعشاب الصرف المبالغ به للماء. فقد تم دمج أنظمةٍ تجمع مياه الأمطار وتفلترها ثم تقودها في سلسلةٍ من الأنظمة ومنها RAIN FARMS أي مزارع المطر لتصبح صالحةً للاستخدامات اليومية، أما المياه الرمادية الناتجة –باستثناء مياه الصرف الصحي- فيتم إعادة استخدامها في ري الحدائق التي تعم البناء بكل جوانبه. بالإضافة طبعاً لنظامٍ حراريٍّ مدمجٍ في جدران البناء، الذي تعمل أسطحه الخضراء على توفير طبقةٍ عازلة للأجواء الداخلية.

وهكذا نرى أن ما يُكوّن GREEN ENERGY THEME PARK هو تراكم هذه العناصر الشمسية والهوائية والمائية والحرارية في نظامٍ متناغمٍ يوفر للزائر فرصة عيش تجربة تريه مدى عطاء الغلاف الأخضر والطبيعة من مصادر طاقة.

إقرأ ايضًا