تعويذة سحرية تقلب مجمعاً صناعياً إلى مشروعٍ سكنيٍّ فخم

9

عملت الشركة المعمارية الدنماركية Holgaard Arkitekter على تجديد أحد المباني الصناعية القديمة على ميناء كوبنهاغن لخلق مجمعٍ سكنيٍّ بعد الاستغناء وظيفياً عن المبنى الصناعي. فارتدى البناء قناعاً آخر بواجهةٍ جديدةٍ من الزجاج والألمونيوم باللون البرونزي، واستطاعت Holgaard تغيير تقطيعاته الداخلية وتغيير معالمه إلى مبنىً أصلح لأن يكون سكنياً.

يضم المبنى الذي سُميّ A-House مئتي شقة مخدّمة وعشر وحداتٍ للمتاجر ومرافق الغسيل والمقاهي والصالات الرياضية. كما يحتوي أنماطاً مختلفةً من الوحدات السكنية لكلٍ منها طابعها الخاص، بالإضافة للشرفات على السقف والحدائق المنسقة التي تغطي سبعة شققٍ صغيرةٍ في الأعلى.

يعود تاريخ بناء المبنى إلى عام 1960، وقد طاله الكثير من التجديد والتحديث في السنوات الأخيرة، وبعد آخر تحديثٍ سيضم متاجراً ومناطق تجارية وشققٍ مخدمةٍ بشكلٍ أساسيّ، “ويُقصد بها الشقق المفروشة والمرتبطة بمرافق خدمية في الفنادق توفر لها التنظيف والغسيل والإفطار ومراكز لياقةٍ صحيةٍ يُمكن استئجارها ليومٍ أو أسبوعٍ أو سنةٍ حسب الحاجة.”

للمبنى الصناعي السابق سماته وتاريخه الذي يصعب أن تجده في المباني الجديدة. وكان الأمل مع مبنى A-House أن يمتد صف المباني الصناعية بتصاميمٍ وتعابيرٍ حديثةٍ دون طمس المعالم المتميزة للمباني القديمة. وقد تم استخدام حلولٍ غير تقليديةٍ في التصميم الداخليِّ لتحديث المبنى فكانت النتيجة شققاً في غاية الجاذبية بنماذجٍ مصبوبةٍ من الإسمنت وأرضيةٍ مميزة وأسطح جرانيتية.

من الخارج، نال المبنى ما يكفيه من تقشيرٍ ليرتدي كسوته الجديدة، إذ بعد إزالة الكسوة السابقة تماماً تم استبدالها بواجهاتٍ زجاجيةٍ جديدةٍ وشفافة تؤطرها أطر ألمونيوم مطليٌّ بالبرونز مما أعطى للبناء شخصيته الجديدة.

تعم المبنى الآن مجموعةٌ من الأنماط الحديثة والجذابة للشقق بما يعادل 200 شقة بالإضافة لقسم التسوق الذي يضم 10 محلاتٍ وكأن البناء مدينةٌ صغيرةٌ مستقلةٌ بذاتها. كانت عملية التحويل من مبنىً صناعيٍّ إلى سكنيٍّ قد لفتت الأنظار إلى زيادة المرافق الترفيهية المفتوحة والحيوية فيه، وعلى هذا تم تصميم السقف وكأنه حديقةٌ تمتد على مساحة 4000 متر مربع وتعمها الهضاب المنسقة والمروج والشرفات.

امتد المرج الأخضر وكأنه غطاءٌ يُخفي تحته سبعة هضابٍ كل منها في الواقع شقةٌ صغيرةٌ كالملحق على السقف. وهكذا، يدعو السقف قاطني الأبراج التي ترتفع لثلاثة عشر طابقٍ إلى جلسةٍ منعشةٍ في الهواء الطلق بإطلالةٍ رائعةٍ خلابةٍ على ميناء كوبنهاغن والمناظر الطبيعية الساحرة المحيطة به.

أثناء مرحلة التخطيط كانت النية أن يتم تصميم المنازل بأحجامٍ كبيرةٍ لتضم عدداً كبيراً من السكان، إلا أن تحول الفكرة إلى تصميم شققٍ أصغر لعائلاتٍ أكثر كانت أكثر ملائمةً لقدرتها على خلق تنوعٍ كبيرٍ في أنماط المنازل يُمكن لكلٍ منها أن يضم عدداً صغيراً من الناس. فكان أن نتجت بيئةٌ تنضب بالكثير من الناس من مختلف الأعمار والحالات الاجتماعية وتجمعوا معاً ليخلقوا حياتهم الخاصة داخل وحول البناء.

إقرأ ايضًا