تصميمٌ استثنائي يليق بمركز الاستدامة العالمي

4

كشف استوديو Shift المعماري الشهير مؤخراً عن تصميمه لمركز الاستدامة العالمي في مدينة Afsluitdijk الهولندية، حيث تتجلى أهمية هذا المركز بتقديمه بيئةً تعليميةً غاية في المرونة للطلاب والباحثين على حدٍ سواء فضلاً عن العامة.

ولقد ركز معماريو Shift على تقديم تصميمٍ هندسي لكتلةٍ كبيرةٍ لا تخلو من التعقيد والحدة يكون من شأنها الربط ما بين البنى التحتية والمرافق التعليمية وأنظمة الحدائق، ودمج كتلة المركز الكبيرة مع البيئة المحيطة.

يضم المركز على اختلاف النشاطات التعليمية التي يرعاها، نهجاً تربوياً قلما نراه في المراكز التعليمية، والذي من شأنه تغذية العلاقة ما بين البحث الأكاديمي وجهود المختصين، فلقد استطاعت المشاهد الطبيعية والأشكال المعمارية أن تكشف عن منهجٍ متطور تدعمه آخر صيحات التكنولوجيا الرائدة.

وكانت النتيجة مبهرةً بالفعل عبارة عن بيئةٍ مرنة بما فيه الكفاية لاستيعاب الوتيرة المتسارعة للتغييرات التي تترافق عادةً والبحوث العلمية، ولذلك كان لا بد من أن يعبر المركز بشكله عن وظيفته الأساسية، وتتجسد هذه الفكرة بالنظر إلى الكتل العديدة التي تبدو أقرب إلى التعقيد منها إلى البساطة.

من جهةٍ أخرى استفاد المشروع بالكامل من وقوعه على بحر Wadden ليصبح ركيزةً تعليمية بحد ذاته مختصة بقضايا الرقابة البيئية، فضلاً عن كونه حديقةً ناشطة استطاعت أن تضيف نفساً جديداً على الحديقة الوطنية الهولندية.

كما وقد ساهمت هذه الجسور العائمة التي تضم المعارض المؤقتة بتوعية الزوار حيال آخر استراتيجيات وتقنيات الاستدامة الرائدة عالمياً، بينما يخدم المدرج الخارجي المعد لرسو السفن إلى جانب حديقة البحث الزراعي بزيادة أعداد الوافدين للاستمتاع بمشاهدة بحيرة Ijssel بواسطة الحافلات البرية والبحرية ذات الطاقة الفعالة.

أما مكاتب المركز فقد تم تنظيمها على شكل مجموعةٍ مشتركة بهدف تشجيع التعاون ما بين مختلف فروع البحث والمجموعات، فقد صرحت Shift بدورها بأنه “لا يوجد أي اختلافٍ يذكر بين المرافق الأكاديمية ومرافق الباحثين، لتعمل جميعها جنباً إلى جنب.”

من جهةٍ أخرى فقد تم إقحام أنظمة توزيع أفقية داخل الحدائق الداخلية لتعزيز الأواصر الاجتماعية حيث تخدم هذه الحدائق المشتركة كمساحةٍ صغيرة للتجمع، في الوقت الذي يشرف برج المراقبة على قاعة المحاضرات إلى الأسفل منه، ويفسح المجال بدوره أمام إطلالةٍ جديدة في كل مرة.

فقد أراده معماريو Shift أن يكون أداة بحث في مضمار إنتاج الطاقة أو ربما كسطحٍ لتأمين المنتجات الغذائية العضوية، فضلاً عن العديد من الميزات العديدة التي يجسدها المركز وأهمها نظام تظليل الواجهة المعدني، الذي نجح بالاستجابة المثلى لتوجه المبنى نحو الشرق، ويتألف نظام الواجهة هذا من الألواح الصلبة (الشمسية) والألواح المثقبة (التي تتحكم بضوء الشمس) والألواح الفارغة (التي تضم منافذ للرؤية).

أخيراً فإن كافة الأسطح الصلبة والمعتدلة، ويتضمن ذلك الأسطح الجامعة والمرشحة لمياه الأمطار إلى جانب البحيرة، تخدم كوعاءٍ حراري لأنظمة التبريد، مما ينفي الحاجة لوجود معدات التبريد التقليدية.

إقرأ ايضًا