أبراجٌ كريستاليةٌ تتوِّج مدينة القرن الإفريقية

4

نتيجةً للازدهار الذي شهدته ومازالت تشهده مدينةٌ متميزةٌ في إحدى القارات المنسية نوعاً ما، استحقت مدينة كيب تاون في جنوبي أفريقيا لقب “مدينة القرن” بجدارة، بالطبع هذا القرن الحادي والعشرين. ولتتويجها على هذا اللقب، تبرعت شركة VIVID ARCHITECTS للعمارة -والتي تتخذ مقرها في جنوب إفريقيا- أن تهديها تاجاً مرصعاً بالكريستال، ولكن على هيئة أبراجٍ كريستاليةٍ تشكّل منطقةً مختلطة الاستخدام.

يحتل موقع هذا المشروع مكاناً استراتيجياً ضمن سياق مدينة كيب تاون، وقد تم تصميم هذا المشروع التطويري لإعطائه دوراً هاماً في المجتمع المحلي ليكون صرحاً لمبنىً جديد يمكن أن يندمج ويؤثر ويخلق تخطيطاً مستقبلياً فريداً للمنطقة.

إذ يتألف هذا التطوير من ثلاث مبانٍ تضم 180 غرفة فندقٍ خمس نجوم و90 شقةً سكنيةً فاخرةً ومساحةً مكتبيةً تجاريةً من النخب الأول. وقد تم مدّ الشكل المبنيّ لخلق انطباعٍ بوجود مجموعةٍ من المباني تشترك جمعيها بفكرةٍ واحدة ولكنها تختلف بهوياتها المتميزة.

أما الفكرة الشكلية للفندق والشقق السكنية فهي عبارة عن برجين يتشاركان بقاعدةٍ مندمجةٍ ونشيطةٍ ونفَّاذة من النشاط العام، مع صندوق بركةٍ مدعَّمٍ ومعلَّقٍ في الوسط. حيث يكون مركز هذه القاعدة في شارع مشاةٍ داخليٍّ، مصوَّرٍ ليشجع على خلق محورٍ اجتماعيٍّ للنشاط.

هذا وتسمح فكرة البرجين بالتعبير عن وظيفتهما بوضوحٍ تام، إذ يعمل برج الفندق كواجهة جدارٍ مستعارٍ ليعكس تجربةً معاصرةً بارعةً صقيلةً، بينما يعمل على تكبير المناظر المرتفعة لجبل Table (المعروف باسم “جبل الطاولة” بارتفاعٍ يصل إلى 1086 متر عن سطح البحر وقمّةٍ مسطَّحةٍ) المطل على المدينة وخليج Table المسمى على نفس اسم الجبل.

في حين تمتلك الشقق السكنية واجهةً نحتيّةً أكثر تتقدم من الشرفات المحميَّة من عوامل الطقس. كما يتم التحكم بمعالجة هاتين الواجهتين واحتوائهما ضمن إطارين بارزين من الألمنيوم بحجمٍ واحدٍ، مما يعطي المبنى تطابقاً إجمالياً محبَّباً.

من ناحيةٍ أخرى، يعزز المبنى المكتبي القائم بذاته هذه الفكرة المعتمدة على تصميم الواجهات النظيفة والمضبوطة.

إذا ما دققنا في سجلات التطور التاريخي لمدينة القرن، نلاحظ أنها تطورت بصفتها مكاناً حقيقياً من الأسلوب الصناعي المنفصل عن الزمان والمكان، وأنها قدَّمت العديد من تحديات التصميم وتعقيداته.

بالعودة إلى وقائع الحاضر، نجد أن هذه الأبراج الكريستالية تحاول أن تعيد خلق وتحدي أحداث الزمن السابقة المعروفة ضمن هذه البيئة المُقامةِ حديثاً، لتثبت من خلال تعاونها مع شركة VIVID ARCHITECTS الناجحة أن العمارة المعاصرة قادرةٌ على الحفاظ على إرث الماضي العريق، وأنه ربما بإمكانها التغلب عليه في بعض النواحي الجمالية على سبيل المثال.

إقرأ ايضًا