متحف M.H. de Young يخرج من تحت الأنقاض في المدينة المشمسة

26

يعد متحف M.H. de Young Memorial Museum الواقع على مساحة 239,000 قدم مربع من تصميم Herzog & de Meuron إحياءً هاماً لمبنى لم يعد موجوداً الآن. فقد كان المتحف الأصلي، الذي افتُتِح عام 1895، ثمرة أحد المعارض المؤقتة التي أقيمت على أرض معرض شيكاغو الكولومبي العالمي (Chicago World’s Columbian Exposition) والذي عُرِف السنة الماضية باسم معرض Exposition California Midwinter Internation لعام 1894.

وبوقوعه في مدينة سان فرانسيسكو المشمسة في كاليفورنيا، تمت تسمية المتحف سابقاً على اسم أحد رجال الصحافة في المدينة M.H. de Young. فقد كان المتحف القديم مجرد كتلة ضخمة مزينة بزخارف اسمنتية بدأت بالتداعي عن المبنى وأصبحت تشكل خطراً، مما أدى إلى إزالتها في عام 1949. إلا أن هزةً أرضيةً ضربت Loma Prieta في عام 1989 فكانت سبباً في تدمير المبنى بشكلٍ كامل.

وعلى عكس المتحف القديم، يتألف التصميم الجديد من كتلةٍ جريئةٍ ملفتة للنظر هي غالباً جزء من المعرض والفن الذي يحتويه. حيث تبدأ تجربة الزائر من خارج المتحف. في حين تم تصميم المساحة الطبيعية من أجل خلق بيئة وظيفية ممتعة تسمح للزوار بالاستمتاع بمناخ كاليفورنيا المرحِّب بالجميع. ومن بين السمات المميزة للمكان نذكر حديقة المنحوتات العامة والتراس الموجود تحت سقف بارز وحديقة الأطفال. كما يركز باقي تصميم المساحة الطبيعية على خلق رابط بين المبنى والمناطق المحيطة به عبر عناصر تاريخية من متحف de Young الأصلي الذي يتضمن أشجار النخيل الأصلية مع مسبح الفتنة والكتل الخرافية التي ما زالت قائمة منذ افتتاح متحف القرن العشرين.

ولأنها معروفة بتجاربها مع المواد في تصاميمها، ساهمت شركة Herzog and de Meuron في كتلةٍ حديثةٍ تسمح للمنتجات الصناعية الأصلية بالبقاء والعمل بنجاحٍ كمتحف يكون عبارة عن صرح بارز في منطقته مثل المتحف الأصلي تماماً. وقد أصبح اختيارهم للمواد الطبيعية مثل النحاس والخشب والحجر والزجاج يسمح للتصميم بأن يكون جزءاً من الأرض التي يشغلها. كما يتضمن تصميم المساحة الطبيعية ممرات تقود إلى المداخل الأربعة للمتحف، مما يسمح للزوار بالدخول من أي جانب من المبنى. وفي الداخل، تخلق التشطيبات والأرضية الخشبية جواً دافئاً يقود الزوار من غرفة إلى غرفة. بينما تذكر نوافذ الشرائط الكبيرة باستمرار عشاق الفن بالأجزاء الخارجية المحيطة، مغشيةً الخطوط بين الداخل والخارج.

أما الأجمل من هذا كله فهو خيار الأجزاء الخارجية من المتحف. فقد تعمدت شركة Herzog & de Meuron اختيار واجهة أمامية نحاسية ستتحول ببطئ إلى اللون الأخضر تبعاً لعوامل التأكسد، ولذلك سيتلاشى المبنى في المناطق الطبيعية المحيطة به. وعلاوة على هذا، تم تركيب الواجهة الأمامية أيضاً بحيث تقدم الضوء المُنقَّى عبر الأشجار.

وأخيراً، يصبح هذا التصميم صرحاً شامخاً في الأفق، مرتفعاً على 144 قدم مع برجٍ ينشق من الأرض ويلتف نحو السماء ليحاذي الشبكة المُشكَّلة من شوارع الأحياء القريبة. هذا بالإضافة إلى أن حجرة المراقبة في القمة تعمل على تقديم العديد من المناظر الخلابة المطلة على منطقة Bay (الخليج). كما يعد الالتفاف المذهل للبرج في مركزه تصريحاً جريئاً سواء نُظر إليه عن قرب أو بُعد، وهو صرح متميز حديث يُكَرِّم التاريخ الذي بُني أساساً لتمثيله.

إقرأ ايضًا