الهوية والخصوصية عنوان مجمع Spiretec في الهند

2

تجري العادة عند نساء الهند -كما هي حال نساء الشعوب الفقيرة- بترقيع الملابس الرثة لتبدو لائقة من جديد، ولكن فكرة إقحام هذا المجمع العمراني متعدد الاستخدامات في البيئة العمرانية القائمة، قد جاءت على نقيض ما عهدناه من مشاريع سابقة حاولت التميز عن محيطها، حتى باتت أشبه برقعة، فعلى الرغم من أن فريق العمل بقيادة المعماري أدهم سليم أراد أن يكون مشروع Spiretec في نيودلهي/الهند مميزاً عن أقرانه، إلا أن هذا التميز لم يحل دون انخراطه بكل سلاسة والبيئة القائمة مسبقاً.

فقد حاول الفريق الشاب الاستفادة من العمارة المحيطة، ولذا نلاحظ وجود مساحات مفتوحة مطلة على النهر فضلاً عن أخرى للاختلاط والترفيه، كما وتحظى هذه المساحات مجتمعة بقدرة على الربط بين مختلف أجزاء المشروع الممتد على حوالي 62,750 متر مربع كجزءٍ من مجمع المعلوماتية المكتبي، الممتد بدوره على 85 ألف متر مربع، مع إمكانية البناء على قرابة 1,75,000 متر مربع.

كما ويسترعينا في مشروع Spiretec تناوله لقضايا مثل الهوية والسياق، الأمر الذي تطلب تحليلاً بيئياً للمشروع باستخدام البيانات المناخية، وقد تضمن هذا التحليل إيجاد حلول لموضوع الخصوصية، فضلاً عن الاكتساب الحراري والحد من التعرض لأشعة الشمس الحارقة، والأهم من هذا وذاك الحفاظ على الإطلالة على النهر في جميع أجزاء المشروع.

فعلى سبيل المثال تم تكييف مفهوم المساحة العامة المغلقة بشكلٍ كبير بدءاً من الشرفات المغلقة التي تطوقها كسوة المبنى، مروراً بالحدائق المرتفعة، وصولاً إلى حلقات التسوق شبه المغلقة والخاصة ببيع الحاجيات اليومية، لتبلغ الخصوصية أوجها في بعض أجزاء المشروع مثل قاعة الاجتماعات والمكتبة، حيث تم التخلص من الجدران الإسمنتية واستبدالها بأخرى زجاجية رغبةً من فريق العمل بجعلها مرئية على الملأ.

وأخيراً وباستخدام نظام بناء معياري وتحت سقفٍ مزجج ثابت، نلاحظ بأن المنصات التي حلت مكان الردهة الواحدة، يمكن إعادة تشكيلها بسهولة بالاستجابة للموجة المتعرجة من الطرق هبوطاً وصعوداً، وفي هذه الأثناء، سوف توفر المنصات قدرة إضافية للتوسع في المرحلة المقبلة.

إقرأ ايضًا