توسيع مدرسة في إسبانيا باعتماد أسلوبٍ فريد

13

أنهى استديو التصميم الاسباني الشهير Carlos Pereda Iglesias and Óscar Pérez Silanes تصميم مدرسةٍ ابتدائية في منطقة Pamplona في اسبانيا، حيث يُعدُّ مبنى المدرسة هذا توسعةً لمركز ٍتعليمي قديم يعود تاريخ بنائه لعام 1969، والذي يضم بدوره خمسة مبانٍ تم تخصيصها جميعها لتشغل مجموعات الدارسين، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تمت إضافة العديد من المباني الجديدة على المبنى الأصلي، ولكنها جميعها لم تخضع لمقاييس التصميم العالمية، واقتصر الأمر على استخدام القرميد الأحمر الشائع في أغلب المباني في كافة أنحاء العالم.

وتجدر بنا الإشارة قبل التطرق للحديث عن المبنى المدرسة الجديد إلى مساهمة المصمم الاسباني المعروف Rafael Echaide في فترة السبعينيات في ابتكار مبنىً معد للاستخدام الإداري يحمل العديد من الإشارات والتي ساهمت بدورها بإضفاء طابعٍ خاصٍ به يميزه عن باقي مباني المدرسة، حتى جاء عام 2000 وظهرت تصاميمٌ جديدة للمدارس الابتدائية، والتي تتألف جميعها من مبنىً صغير وتشترك أيضاً بنفس المواد، أما الآن فقد تحوّل المبنى القديم إلى حضانةٍ للأطفال، مما استدعى لابتكار مبنىً جديد ليضم المدرسة الابتدائية.

ولا يخفى على أحدٍ منا العوائق التي تواجه معظم المصممين أثناء توسعة إحدى المباني القديمة، بالإضافة إلى مراعاة الاحتياجات الوظيفية التي تتطلب مسبقاً وضع حلٍ رسميٍ ومناسب، إلى جانب محدودية المواد التي يتم استخدامها لتُبرز التصميم على نحوٍ مميز والتي تتطابق وأنواعٍ محددة من الأحجار التاريخية القديمة إلى جانب عواقبها البنائية وقوالبها المعدّة مسبقاً، حيث تم استخدامها لتجيب عن مناظراتٍ مشابهة وتفاسيرٍ مختلفة خلال توسعة المبنى الجديد والتي مازالت تُستخدم حتى وقتنا الحالي، كما وتطغى ظاهرة الاستخدام المستمر لمادة القرميد وبوحيٍ من ضواحي Chantrea على الكتلةٍ الخزفية الحمراء في قلب المدرسة.

من جهةٍ أخرى، تبدو الكتلة الأصغر القديمة مستقلةً ومتفردةً عن غيرها، وكأنها تقاوم الكتلة الجديدة بجانبها، الأمر الذي يسمح بتمييز مبنى التوسعة الجديد عند النظر إلى التصميمين المختلفين من بعيد، إلى جانب دمجه والمبنى الحالي، كما وتشترك جميع هذه الأمور بتشكيل الهدف المادي والتصوري من وراء هذا المشروع، حيث يهدف التصميم إلى مراعاة المعايير الأساسية الاقتصادية والبنائية من خلال بساطتها ووضوحها، وفي نفس الوقت كشف اعتمادها المباشر على المزايا الفنية والقدرة على التكيف وفقاً لمختلف الظروف.

أما الأمر الملفت للنظر فهي مقاييس المشروع التي تعود إلى المبنى الحالي والتي تفسح المجال لخلق مساحةٍ كبيرة فارغة عند الطابق الأرضي، حيث يمكن استخدام هذه المساحة لأي غرضٍ، بالإضافة إلى سماحها لكتلة المبنى بأن “تطفو” مقابل الكتلة التي تتميز بوجود تجويفٍ يضم المبنى الحالي، وبالإضافة إلى القرار القاضي بجعل الطابق الأرضي حراّ بالكامل، تم تصميم الطوابق العليا على نحوٍ متتابعٍ، الأمر الذي أدّى إلى تقسيم الواجهة وجعلها مضاءةً بالكامل، مما يتعارض أيضاً والمبنى الحالي ويضفي أهميةً إضافية على هذه البقعة من المشروع التي توازي المبنى البارز الإسمنتي الذي يضم المعبد.

وأخيراً وليس آخراً، فإن السطح المضاء بأكمله قد تم تدعيمه بواسطة حواجز مصنوعة من القضبان الحديدية المنزلقة تم تثبيتها على طول السطح، كتلك الحواجز الموجودة في المبنى القديم، الأمر الذي من شأنه تعزيز العلاقة بين المبنيين المميزين.

إقرأ ايضًا