سكن وفنادق ومطاعم في ناطحة سحاب واحدة في المكسيك

14

تستعد شركة Rojkind Arquitectos المكسيكية للإعلان عن ناطحة سحابٍ جديدة في مدينة مكسيكو وتحديداً في جادة Reforma حيث تدعى ناطحة السحاب هذه R432، وتتميز بتوحيدها لـ 12 قطعة أرض في حين تمتد على 52 طابقٍ نحو السماء.

لماذا في هذا المكان بالذات؟

تعتبر جادة Reforma واحدة من الطرق الرئيسية منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر في مكسيكو وأهم معالم المدينة نظراً لقيمتها الرمزية والمستوى العمراني الذي تحظى به، أما اليوم فإنها تستضيف حدثاً جديداً من المتوقع أن يثري تاريخ هذه المنطقة العريقة، فمبنى R432 يستوفي كافة شروط البناء المثالي، ويكشف لنا عن قدرته على تطويق الملامح العمرانية التي تزين المدينة وربما تضيف عليها مزيداً من السحر والألق.

أراد معماريو Rojkind Arquitectos أن يكون المشروع مفتوحاً على الشارع؛ الأمر الذي يسهم بدوره بإضفاء ما أمكن من السلامة والراحة والخصوصية على المبنى، فمن خلال توحيد 12 قطعة أرض، نجد أن R432، يمتد من جادة Reforma وحتى شارع طوكيو، مما يفتح المجال أمام شارع مانشستر إلى ممرٍ للمشاة، ويضفي في الوقت نفسه على الواجهة الجانبية ميزةً عمرانية فريدةً من نوعها.

من جهةٍ أخرى فقد تم تخصيص الطوابق الثلاثة الأولى من البرج ذي 52 طابقاً، للأغراض التجارية والمطاعم الفاخرة، والتي تقوم بتقديم خدماتها لقاطني الطوابق العليا من البرج بينما تقوم في نفس الوقت بربطها مع المدينة الغنية بالتجارب العمرانية.

كما وسوف يتم تخصيص خمسة طوابق لتضم المرآب، في حين تبقى الطوابق الخمسة والثلاثون مخصصةً للسكن، ومن الملفت للنظر وجود طوابق خاصة للعمليات التقنية، فضلاً عن الاستجمام والترفيه، بما في ذلك الصالة الرياضية ومنطقة اللعب وبركة للسباحة ومنطقة للمساج ومضماراً للجري.

ونصل إلى الطوابق التسعة الأخيرة من البرج، التي تستضيف فندق Buddha، الذي يعد واحداً من المواقع التي تميز المدينة وتثري نمط حياة سكان البرج، وأبداً لم يكن الهدف من وراء تشييد ناطحة السحاب هذه مجرد التفرد بعدد الطوابق غير المسبوق في المنطقة، ولكن تعزيز وظائف المبنى من خلال هذه الطوابق.

فقد تجاوز التحدي هنا تكديس الطوابق على بعضها البعض، ليصل إلى ربط كل طابقٍ مع الذي يليه، والأكثر من ذلك، جعلها تتشابك مع بعضها البعض، حيث ينقسم البرج إلى كتلٍ أو مناطق، تم تحديدها بموضوعٍ أو فكرةٍ ما بوحيٍ من أجواء الفيلسوف الفرنسي Gaston Bachelard ونظريته حول “تصور المادة”؛ فكل طابقٍ من هذه الطوابق يدل ضمناً على الألوان والمواد والروائح والأصوات.

وعند إلقاء نظرة من الخارج من أسفل البرج ونحو الأعلى، نستشعر الأرض والحجر، المعدن والكريستال، الماء والمطر، البذور والنباتات وحتى النار، في حين تم تقسيم الداخل إلى وحداتٍ من 70 م2 بفعل هيكل البرج، حيث تم إقحام العناصر السكنية من خلال دمج اثنين أو ثلاثة أو حتى أكثر من هذه الوحدات، إما أفقياً أو رأسياً أو كلا الحالتين معاً، الأمر الذي سمح بتشكيل أشكال مختلفة من المساحات السكنية.

وأخيراً يمكن لقاطني هذه الوحدات السكنية المكوث على عدة طوابق والاستمتاع بمشاهد مختلفة، إنها بالفعل تركيبة فريدة من شأنها جعل R432 تتميز عن البقية.

إقرأ ايضًا