رفاهية بلا حدود في منتجعات تكساس

11

يأتي هذا الخبر ليطلعنا على آخر ابتكارات مكتب OFIS Architekti السلوفيني، وهو مشروعٌ سكني فريدٌ من نوعه يحمل اسم Two Nest Village في منطقة El Paso في تكساس، حيث يهدف المشروع إلى فصل الموقع إلى قسمين متساويين شمالي وجنوبي، كما ويُفترض أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية في القسم الشمالي، وذلك بسبب وقوعه على عدة زوايا، الأمر الذي يؤهله ليحتل القسم التجاري المتعدد الاستخدام، بينما تم اختيار القسم الجنوبي كونه أشد هدوءاً ليشغل الأبنية السكنية التي تجتمع مع بعضها البعض على شكل أعشاشٍ من الشقق السكنية المرتفعة والملتصقة فوق بعضها.

حيث يخدم هذا الشكل وظيفة حماية الوحدات السكنية من الشمس والرياح، كما ويقوم من ناحيةٍ أخرى بإضفاء العناصر البيئية على المكان مثل الضوء والتهوية الجيدة بالإضافة إلى خلق عدة أنواع من المساحات المشتركة الخارجية والداخلية، حيث تم توجيه هذه الوحدات السكنية باتجاه الحديقة الداخلية أو الخارجية، الأمر الذي يضفي المودة والألفة على حياة السكان إلى جانب الاستمتاع بمشاهد الطبيعة المفتوحة، كما وتحظى الشقق في الطابق الأول +1 حول الحديقة الداخلية بقاعاتٍ وتراسات مرتبطة مع الساحة العامة.

وبالحديث عن الحديقة الرئيسية Central garden، نجد أنها قد نشأت عن سطح المرآب الموجود في الطابق الأرضي، حيث تملك الشقق في الطابق الأرضي حدائقها وساحاتها الخاصة التي تم تسييجها بأراضٍ طبيعية مرتفعة رملية، بهدف إضفاء الأمان والخصوصية على هذه الشقق، بينما تضم الشقق في الطابق الأول حول الحديقة الداخلية القاعات والتراسات المرتبطة مع الساحة العامة، أما الشقق الأخرى فتحظى بوسائل تظليلية للحماية من أشعة الشمس مصحوبةً بمساحة صغيرة من النباتات.

أما بالتطرق أكثر لتفاصيل الأنظمة الحرارية وأنظمة التظليل، نجد أن الجدران السميكة للوحدات السكنية تُبقي على حرارةٍ معتدلةٍ في الداخل، فقد تم تدعيمها باللصوق والجص، أما أنظمة التظليل فقد تم صنعها باستخدام الألواح الخشبية المسبقة الصنع، وكما النسيج فإن هذه الألواح تقوم بدرء الشمس ولكنها تسمح في الوقت نفسه بالنظر من خلالها، فعلى الرغم من بساطة المواد التي تتألف منها هذه الأنظمة فإنها متينةٌ واقتصاديةٌ وسهلة الصيانة.

كما وتم تخصيص المساحات الموجودة بين وحوالي الشقق كمساحاتٍ مشتركة، حيث يستدعي تنظيم المشروع وجود هكذا مساحات مشتركة ومنوّعة، حيث يظهر بعضها مشمساً وصالحاً للاستخدام في الأيام الباردة، بينما يكون بعضها الآخر مظللاً لدر خطر الشمس والرياح، وتتنوع هذه المساحات لتكون تارةً حميمةً ومغلقة وتارةً أخرى مفتوحة بهدف تدعيم أواصر الحياة الاجتماعية والاتصال بين السكان، فبعضها يطلّ على المدينة أو الجبال المحيطة وبعضها منغلق على نفسه.

فحول الجزيرة ترنو إلينا الحدائق الرملية المزروعة بالنباتات الصحراوية في الطابق الأرضي، حيث تبدو طبوغرافية الأراضي الطبيعية على نحوٍ ملتف، الأمر الذي يفسح المجال لخلق ساحاتٍ حميمة في مقابل الشقق الأرضية، بينما تم تخصيص أجزاء من الطابق الأرضي ليشغل المرآب.

أما تصميم الأراضي فقد جاء بوحيٍ من البيئة الطبيعية المنتشرة حول منطقة El Paso، وهو عبارة عن مزيجٍ من الأحجار والرمل والحصى الملونة المختلفة الأشكال، كما ولا تحتاج أنواع النباتات الموجودة في هذه الأراضي الكثير من العناية والرعاية، فنباتات الصبار والنخيل والنباتات الصحراوية لا تحتاج أبداً إلى السقاية الاصطناعية، كما وتجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الأراضي تقوم بتشكيل المساحات المسطحة تارةً والمنحدرة و المنزلقة تارةً أخرى، إلى جانب قيامها بخلق مداخل تؤدي إلى الساحة العامة على الطابق الأول، أو تشكيلها لسياجٍ يزيد من حميمية الشقق الأرضية وحدائقها.

وبالانتقال إلى الوحدات السكنية، فإنها على نوعين، حيث يبلغ عدد الشقق التي تملك غرفة نومٍ واحدة 52 شقة، بينما يبلغ عدد الشقق التي تحظى بغرفتي نوم 14، وعلى الرغم من بساطة وتكرار هذه الوحدات السكنية فإنها تستطيع أن تخلق وحدةً مميزة عندما تجتمع مع بعضها البعض.

وقد تم تصميم هذه الشقق السكنية على شكل أوعيةٍ مستطيلةٍ ومكررة، على شكل شبكةٍ أفقية وعمودية ذات أبعاد اعتيادية، حيث سيقوم هذا المخطط المكرر بتسريع عملية البناء وتخفيض تكلفتها، حيث يُعزا السبب إلى أنظمة البناء والتركيب الغير معقدة، فكلا الوحدتين السكنيتين بالإضافة إلى أجزائها مثل أحجام الغرف والمطبخ والحمام وأبعاد النوافذ والأبواب إلى جانب الخزائن الصغيرة والعادية وكافة مواد السقف والأرضية موحّدة وغاية في البساطة.

كما يمكن لهذه العناصر البسيطة أن يتم تصنيعها مسبقا ًفي المعمل ليتم فيما بعد تركيبها في الموقع، فالأدراج والعواميد والعوارض ومقابض المصعد والألواح الجدارية والأرضية والمقابض الأفقية مثل مزاليق الأبواب، كلها سوف يتم سبكها وتجهيزها قبل جلبها إلى الوحدات.

أما الهيكل فهو بغاية البساطة، حيث تم صنعه باستخدام الاسمنت المدعّم والعوارض والعواميد المتماثلة الحجم، بينما تقوم الجدران الحاملة بتقسيم وحدات الشقق من الخارج، الأمر الذي يساهم في استدامة هذه الشقق، في الوقت الذي لا نرى فيه جدراناً حاملة في داخل الوحدات وفي المناطق الشائعة بهدف إضفاء المرونة على الداخل ما أمكن.

كما ويعتبر العامل البيئي من أهم العوامل التي تسترعي انتباهنا في هذا المشروع، والذي من شأنه خلق حيزاً بشرياً صديقاً مع البيئة، فقد تم تنظيم المساحات المشتركة لتدير حوراً خاصاً وودوداً فيما بينها، كما وتقوم بتأمين مساحة معيشة مرحبة ومتكيفة خاصة بالعائلات المحلية عنوانها الأمن والأمان.

ولعشاق التقنيات التكنولوجية الحديثة نصيب ٌ وافرٌ في هذا المشروع، حيث تمت الاستعانة بأنظمة الطاقة الشمسية إلى جانب مصادر الطاقة المجدّدة، والاستفادة من وجود أنظمة الطاقة الشمسية الغنية الموجودة بكثرة في الولايات المتحدة، فقد أتاحت هذه التكنولوجيا مؤخراً للمصممين المجال لاستخدام هذه الطاقة بعدة طرق، وقامت بتوفير المجال للعامة والجهات التجارية لتوظيف أشعة وحرارة الشمس على نحوٍ مرن وعملي.

وبالحديث عن هذه الأنظمة، تجدر بنا الإشارة إلى التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في إنتاج وتوزيع الطاقة الشمسية والتخفيض من أسعارها لتصبح كأسعار مصادر الوقود التقليدية، كما وتخضع هذه الأنظمة إلى قواعد توزيع خاصة تُدعى “التوليد الموزّع”، حيث يتم تركيبها على أسطح المباني أو تحت الأرض تبعاً لأمكنة استخدام هذه الطاقة وبناءً على أسس عالية التركيز في الحقول الشمسية.

أما وبالانتقال إلى طرق استخدام الطاقة الشمسية، فهنالك أربعة طرق لاستخدامها وهي: 1-الخلايا الكهروضوئية حيث يتم تحويل الضوء إلى كهرباء. 2-أنظمة التسخين والتبريد (الحراري الشمسي). 3-تركيز الطاقة الشمسية لتصبح صالحة للاستعمال. 4-الإضاءة.

كما وتقوم أنظمة الطاقة الفعالة بتوظيف أدوات بهدف تحويل ضوء أو حرارة الشمس إلى شكل آخر من الطاقة والتي نستخدمها في حياتنا اليومية، وتتأثر فعالية أنظمة الطاقة الشمسية تبعاً لموقعها أو تصميم المبنى أو المواد المستخدمة في تنفيذه، حيث تقوم بالاستفادة من حرارة وإضاءة الشمس المباشرة.

بالإضافة إلى ذلك وبالنظر إلى هذا المشروع الضخم، تُعتبر أنظمة الطاقة الفعالة كأدواتٍ للتظليل تقوم بدرء خطر الحرارة العالية عن المباني، كما وتحظى الأدوات الكهروضوئية والحرارية الشمسية بإضاءتها المستقلة وليس الحرارة، حيث لا يحتاج هذا الضوء منا أن نقوم بتوجيهه على الإطلاق ويمكن أن تعمل هذه الألواح الشمسية بمفردها حتى لو كنا خارج المنزل.

وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن منطقة El Paso تُعتبر من إحدى أكثر المناطق في تكساس غنىً بمصادر الطاقة الشمسية، فهو المكان المثالي لتوليد الطاقة الشمسية، حيث يمكن أن نحصل على 8,000 ميغاجول من الطاقة في المتر المربع الواحد على امتداد العام، الأمر الذي يُنعم على مرتادي المنتجع بالراحة والرفاهية طوال فترة إقامتهم.

إقرأ ايضًا