البيت المنزلق

32

لابد وأنك عزيزي القارئ إثر قراءتك للعنوان ورؤيتك للصورة قد استنتجت ما نحن بصدد التكلم عنه؛ نعم، إنه منزلٌ منزلق بكل ما للكلمة من معنى. إذ يقع منزلنا لليوم على تلةٍ منحدرةٍ في كندا، بجوار جدارٍ حجريٍّ قديم يعود في التاريخ إلى الوراء 250 عاماً.

فبتوقيع شركة MacKay-Lyons Sweetapple المعمارية، جاء مشروع “Sliding House” ليغني ويثري هذا الموقع المميز عوضاً عن استنزافه واستهلاكه، إذ يتوجه بمحوره المنزلق نحو الشرق نزولاً أسفل التلة وصولاً للبحيرة، حيث يمكنك عزيزي الزائر رؤية ثلاث منازل في القرية التاريخية هناك، والتي يعود كلاً منها إلى أبناء المواطنين الأصليين الثلاث.

وعلاوةً على ذلك يمكنك أن تجد هناك ثلاث مزارع للحيوانات وثلاث منازل للدجاج، وما إلى ذلك، حيث تمت إزالة المزرعة الثالثة في السبعينيات من القرن العشرين.

في هذا الموقع الفريد جاء المنزل المنزلق ليعيد للمزرعة المهدمة حياتها، حيث يقع بشكلٍ متعامدٍ مع باقي أبنية القرية، مختبراً بموقعه وطابعه الحديث تماماً حدود هذا المكان الإقليمي الهام.

في التفاصيل، يختبر المنزل المنزلق توتراً وتناقضاً كبيراً ما بين أجوائه الداخلية “الشاقولية”، وجسده الخارجي “المائل”. حيث جاءت خطته التصميمية لتحاكي وتستجيب للمتطلبات الإنسانية الرامية لإيجاد ملجأ وملاذ آمن لقاطنيه، بناءً على ذلك، يتمتع المنزل بجدار خدمةٍ ثخين يتوضع على الجهة الشمالية متضمناً الأدراج والحمامات والمطبخ والموقد والمخزن الذي يحمي المنزل من الرياح الشمالية الباردة؛ في الوقت الذي يلعب فيه شريط النوافذ الجنوبية المطوقة للمنزل دوره في فتح المنزل على الشمس وإطلالة أفق المحيط المبهرة، لتتوزع غرف النوم ما بين علوية وسفلية بالاستفادة من شريط النوافذ الذي يمثل الجزء القاطع للمنزل.

أما عن مواد الإكساء الخارجية القاسية، فقد تجسدت في استخدام الأسطح المعدنية الصناعية المتموجة، التي تتناقض كلياً مع تشطيبات هارد وود الداخلية الأنيقة المصنوعة من خشب الحور الصافي.

وبالعودة للسقف المتموج، فمن شأنه أن يسمح بمياه المطر بالتدفق أسفل التل، لتطغى المناظر قوة المناظر الطبيعية الخلابة على هذه الكتلة الجمالية المصممة بالحد الأدنى. إنها عمارة خالصة بحد ذاتها بشكلها الأفلاطوني ومجموعة مواد البناء الهائلة غير القابلة للاختزال المستخدمة لتنفيذها.

ببساطة تتحرى هذه الكتلة فكرة الشكل المعدوم المصمم بحدّه الأدنى مقابل المحتوى العظيم بحدّه الأقصى، فهنا يتبع الشكل الوظيفة فعلياً.

إقرأ ايضًا