المتحف/الصخرة

4

عندما تفكر في زيارة متحف قد تتوقع مسبقاً بأنك سوف تشاهد أعمدة وجدراناً حجرية وبأنك سوف تدخل دهاليز وأروقة معتمة تفوح منها رائحة القطع الأثرية والسجلات التاريخية، وفي حال عُرض عليك زيارة متحف معاصر مثلاُ، فإنك لن تستشعر عبق الماضي كما هو مطلوب، لذا قام المعماريان البرتغاليان Camilo Rebelo و Tiago Pimentel باختيار أحد المواقع المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي وتحويلها إلى متحفٍ للفنون المحلية الحجرية.

فعند زيارتك لوادي Côa في البرتغال سوف تغريك المرايا مثلثية الشكل والجدران الإسمنتية بالتوغل في المساحات الداخلية، وهنا سوف تكتشف بنفسك أولى نتاجات الإنسان البدائي الفنية، حسب رواية منظمة التراث العالمي، فقد تم تصنيف منطقة الوادي كموقعٍ تراثي العام 1998.

لقد أراد Rebelo و Pimentel جعل المتحف يبدو وكأنه جزءٌ لا يتجزأ من أرض Côa، بكلماتٍ أخرى أراد المصممان الشابان تثبيت المتحف على المشهد الطبيعي كما لو كان صخرةً من الصخور المنتشرة هناك، ولكن هذه الصخرة المستطيلة التي تمثل نقطة وصلٍ بين روافد الوادي، تبدو مميزة عن البقية بشكلها العصري الأقرب إلى حاملات الطائرات منه إلى صخرة.

ففي اللحظة التي تطأ بها أقدامك مدخل المتحف/الصخرة سوف تطوقك في الحال جبال ووديان Côa، وكأن هذا الاستقبال المهيب يمهد لك ما أنت مقبلٌ عليه في الداخل، فلن تشعر بالريبة إزاء المساحات الداخلية الحجرية المنحوتة أو الممرات الضيقة، إذ أنك ستظن بأنك قد دخلت إلى كهف وليس إلى متحف، ولا نقصد هنا بأن المتحف معتمٌ في الداخل، بل على العكس سوف تُمطرك أشعة الشمس من حيث لا تعلم.

وعلى الرغم من كل تلك الهيبة والريبة، إلا أن هنالك شعورٌ بالألفة يسيطر على المكان، فعندما تنظر إلى كتلة المتحف وتتلمسها بيديك، سوف تظن بأنك داخل صخرة من صخور Côa، حيث تم إكساء المتحف بطبقة سميكة من الإسمنت المخضب بالصباغ الحجري المستخلص من الحجر المحلي.

إقرأ ايضًا