مركز ترفيهي ورياضي في فرنسا يُحيي جيرانه

95

بطابعٍ طفوليّ إنما بطابعٍ معماريٍ متميز صممت شركة KOZ Architectes ” Christophe Ouhayoun – Nicolas Ziesel ” مركز Sports and Leisure Center بسانت كلود بفرنسا. والبناء في غاية الوضوح، إذ يمكنك أخذ ثاني التفاتة إلى اليسار في شارع Longchamps من جهة محطة ترام Les Côteaux، عندها ستتركك خلفك عدة مسارب من المنازل الخاصة المبنية على الطراز الباريسي التقليدي حيث توجد أمامها أفنية بعض الأشجار إلى أن تجد نفسك وجهاً لوجه أمام بناءٍ مكعبٍ غريب الشكل يبدو مميزاً بشكله الطفولي الملون الذي يذكرنا بألعاب الأطفال.

وتشعر بمجرد النظر إلى البناء بأنه بُني للاحتفالات والنشاطات الشبابية، وتتوقع أنك قد تراه في روتردام في هولندا لا في أحياء سانت كلود البرجوازية في فرنسا، حتى وإن كان لا يبعد أكثر من 300 عن OMA’s Villa Dalll’Ava.

ويناقض المبنى بشكله المبهج التطور العمراني المحيط به، ويقع خلف مجموعةٍ سكنيةٍ جديدة من الشقق الخاصة وبجانب مكاتب من الطراز الهوسميني الجديد -العائد للبرنامج التطويري لباريس الذي تم في عهد نابليون الثالث- ومنزل عنايةٍ نهاريةٍ للأطفال بنفس الطراز.

ويتقمص البناء شكل أبنية مدراس الأطفال في ثلاثينيات القرن الماضي بكل تفاصيله من شرفاتٍ تطل على الباحة الخارجية والممرات والقرميد المحمر والساحة الأمامية. ويرتبط بشكله هذا مع مدرسة الأطفال المجاورة له المبنية منذ سبعينات نفس القرن، ويحييان معاً المنطقة ككل. وبشكلٍ عام إنه قلعةٌ صغيرةٌ على شكب مكعب يدين بوجوده لجرأة بلدية سانت كلود التي وفرت له الإمكانيات المناسبة واللازمة وافتتحته أمام التفكير المعماري المعاصر.

وقد عملت شركة KOZ بطريقةٍ توائمت وبناء مخططين على مساحة أرضٍ صغيرة بأن بنته بأعلى ما يمكن واستغلت العمق حتى في الوادي لطوابق أكثر ولكن بحيث تتسع المساحات حولها لتمنحها الإضاءة والتهوية المناسبة، ثم فرضت كلا المخططين بحيث لم تفصلهما عن بعضهما، وذلك بربطهم ببعضهم بصرياً وتطبيق ذات المبادئ على كلا الواجهتين.

ومع ذلك ينفصل كل مبنىً عن الآخر بمدخله الخاص ولكلٍ منهما نشاطاته الداخلية وبرامجه الخاصة، ولكن لا يمكن إنكار التوحد في كون كليهما يخضعان لمخططٍ غير مألوف ولهما نفس السمات الخارجية.

أما الألوان فتظهر بكل وضوحٍ وجرأةٍ على واجهات المبنى المزججة بشتى التدرجات من الأخضر إلى الأحمر مروراً بالأصفر والزهري والبرتقالي. لتنتشر فيما بعد على الواجهة كأشرطةٍ عريضةٍ واضحة. أما في الداخل فتتكرر نفس الألوان وبنفس الروح لينتقل المرء من الخارج إلى الداخل دون أن يفقد البهجة التي توحي بها الواجهة.

ومن الجدير بالذكر أن شركة KOZ من الشركات التي تعي الأمور البيئية الحالية، وبالتالي تخضع تصاميمها لأسس الإستدامة كاهتتمامها هنا مثلاً بفتحات السقف والواجهات الزجاجية التي توفر للمبنى أكبر قدرٍ ممكنٍ من الإضاءة الطبيعية، وبالتالي تخفيف استهلاك الكهرباء.

أما الزجاج الشفاف الملون فيخفف من وطأة وهج الشمس، وبالطبع كل الماء الساخن المتوفر في المبنى متوفر عبر التسخين بالطاقة الشمسية. وهكذا تكون شركة KOZ قد قدمت لسانت كلود تحفةً متميزة، ونشاطاتٍ متميزة، ببناءٍ مستدامٍ وجميلٍ رغم غرابة شكله.

إقرأ ايضًا