خدعة معمارية من الطراز الأول

10

ورد عن مكتب AquiliAlberg المعماري بأنه قد تم الانتهاء من بناء مشروع Shift Housing في منطقة كريمونا في إيطاليا، وقد جاء هذا المشروع ليلقي بالمفهوم السائد عن المنازل السكنية التقليدية أرضاً ويحسن خصائصها بما يتناسب مع الموقع، ونقصد هنا الحديقة الطبيعية التابعة لنهر سيريو.

فقد تم تطوير هذا المشروع على قرابة ألف متر مربع، ويتألف من ستة شقق على طابقين حيث تم رفع الطابق الأول عن الأرض لضمان الخصوصية المثلى من جهة، ولتوجيه المساحات الداخلية باتجاه المناظر الطبيعية الواسعة التي تقع مباشرةً أمام الواجهة الرئيسية.

وفي حال أردت عزيزي القارئ الغوص أكثر في خفايا مفهوم التصميم الخاص بهذا المشروع يمكننا القول بأن مشروع Shift Housing قد جاء وليد بحثٍ عميق في طبيعة أرض الموقع أولاً وثانياً في الطابع العام للمساحات وتوجيهها، ومن ثم علاقة هذه المساحات والبيئة المحيطة، كما وقد كان الهدف الأساسي من هذه الدراسة إنشاء حوارٍ ما بين العمارة والبيئة من أجل تأمين مستوى أفضل للمعيشة من خلال توحيد العناصر الاصطناعية والطبيعية.

ويعتبر تصميم التراسات الخارجية العميقة والواسعة خير مثالٍ عن ذلك، فقد جاءت لتشرح لنا العلاقة ما بين المبنى والموقع الطبيعي ولكن على نحوٍ مختلف، إذ تحد قوانين البناء في تلك المنطقة من وجود هذه المساحات الزائدة، إلأ أن فريق AquiliAlberg قد نجح بابتكار تقنية بناءٍ ذكية استطاعت تحسين العلاقة بين الداخل والخارج، ناهيك عن الاستفادة القصوى من المناظر الطبيعية للحديقة.

فقد قام فريق العمل بالتغلب على قيود البناء المحلية هذه وأبعاد الموقع المحدودة نسبياً من خلال جعل طابقي المبنى يتناوبان فيما بينهما، الأمر الذي ساهم بارتفاع عمق مستوى الرؤية بشكلٍ كبير من جهة، وتحسين نوعية المساحة من جهةٍ أخرى ولذلك تمت تسمية المشروع “سكن التناوب”.

إنها باختصار خدعةٌ معمارية من الطراز الأول ينبثق فيها الطابق السفلي في الواجهة الرئيسية من الأرض قرابة 1,2 متر ليتناوب في اتجاه عقارب الساعة، كما نلاحظ في الوقت نفسه بأن الطابق الأول في الواجهة الرئيسية يتناوب في عكس اتجاه عقارب الساعة لتكون النتيجة كتلتين باتجاهين متعاكسين وواجهة على شكل حرف X، ولم تأتي هذه الخدعة من فراغٍ على الإطلاق ولكنها جاءت لأسبابٍ إنشائية محضة، حيث يظهر الفراغ القائم ما بين الكتلتين ليؤكد مرة أخرى على ديناميكية المشروع.

من جهةٍ أخرى نلاحظ بأن المشاهد الطبيعية من الحديقة المواجهة هي المحرك الرئيسي في توجيه المبنى، وقد جاءت هذه المساحات الخضراء ثمرةً للعديد من الدراسات التي أكدت على ضرورة وجود حدائق خاصة لتشجيع التفاعل الاجتماعي وتحسين الإطلالة وضمان الخصوصية أيضاً، كما وتمت هندسة المساحات الخضراء على نحوٍ شيق أقرب إلى الزخرفة.

إقرأ ايضًا