أعلى كوخ خشبي في العالم من تصميم رجل عصابات روسي

7

من المتعارف عليه أن أعلى منزل شجرةٍ في العالم كان من تصميم واعظٍ دينيّ، ولكننا اليوم بصدد الحديث عن أعلى كوخٍ خشبيٍّ في العالم من تصميم رجلٍ بمهنةٍ أقل نفعاً للمجتمع، فهو رجل عصابات وقاطع طريق معروف في روسيا يُدعى Nikolai Sutyagin.

فمنزل Sutyagin المحلّق ليس بذلك المكان المرحب المناسب للإقامة على الإطلاق، إلا أنه يحقق رقماً قياسياً بأنه الأعلى، حيث يرتفع لمئةٍ وأربعةٍ وأربعين قدماً –أي نصف ارتفاع ساعة بيغ بن.

قد يخدعك منظره فتظن أن طوابقه الثلاثة عشر ذات الشكل الغريب تتكدس فوق بعضها عشوائياً دون أدنى انتظام، ولكن احذر من أن تتلفظ برأيك هذا على مسمعٍ من نيكولاي.

يقوم المنزل على أرضٍ صغيرةٍ في مدينة Arkhangelsk شمال غرب روسيا. وقد بُني بادئ ذي بدء عام 1992 ليرتفع لطابقين فحسب، ولكنه لم يُعجب نيكولاي حينها، وحسب قصته التي يرويها كيف تحول المنزل من خطةٍ بطابقين إلى ثلاثة عشر فيقول: في البداية أضفت إليه ثلاثة طوابقٍ ولكنه بدا أخرقاً للغاية، وكأنه فطر المشروم. ولذلك أضفت طابقاً آخر، إلا أنه بقي أخرقاً لذلك استمريت بإضافة الطوابق إلى أن بدا اليوم كما تراه كصدفةٍ سعيدة.

يمكن التنقل بين طوابق المنزل بسلالم خشبية ثابتة ومتينة. كما أضاف نيكولاي لمنزله حماماً من خمسة طوابق في الحديقة وكان ينوي أن يتابع البناء ولكن لسوء الحظ دخل السجن بحكمٍ لأربع سنواتٍ عام 1998 قبل أن يتمكن من الاستمتاع بمنزله.

خرج الآن نيكولاي من السجن ولكنه ما زال غير قادرٍ على إكمال برجه، ويعيش مع زوجته لينا في أول أربعة طوابقٍ متجنبين الجيران الساخطين على برج نيكولاي. حيث يُلقب الجيران المنزل بالوحشيّ ويهددون بهدمه، إذ يخافون من كونه مبنيٌّ بالكامل من الخشب وكبيرٌ جداً مما قد يتسبب بإحراق الحي بأكمله في حال اندلعت فيه النيران. ولكن هذه البلبلة والأقاويل لم تحرم نيكولاي من المتعة بمنزله، إذ يأخذ السواح بين الفنية والأخرى بجولةٍ بين الألواح المتعفنة المحيطة بالمنزل.

يخشى نيكولاي حقاً تهديد السلطات التي تنظر لمنزله على أنه مخالفٌ لقوانين البناء في المدينة وتنوي هدمه بعد أن أمضى 15 عاماً في بنائه. وينظر الرجل إلى منزله على أنه عش الحب بعد أن بناه قطعةً بقطعة، وطبعاً يزعجه وصف الجيران لمنزله بأنه وكر الوحش أو حظيرةٌ كبيرة.

ولكن نيكولاي لا يقف موقف المتخاذل أبداً، بل يحاجج الناس بأنه كان مليونيراً قبل دخوله السجن ولكن أعداءه استغلوا غيابه فحطموا معداته وسرقوا أمواله ورموا سياراته الخمسة في نهر Dvina. ويقول: عندما ذهبت إلى السجن كنت مليونيراً، وأنا الآن مفلس وأعيش مع لينا في غرفٍ حارةٍ رطبة.

كما يفخر بأنه وإن لم يتمكن بالعيش في كامل برجه إلا أنه يبقى صرحاً معمارياً يبزغ في أفق المدينة ويُميزها ويستقطب الزوار، بل ويكفيه فخراً أنه بناه بيده وعرق جبينه. وبعد أن نص القانون على ألا يرتفع كوخ خشبي لأكثر من طابقين؛ رفع نيكولاي دعوى للإبقاء على منزله الذي كساه بالخشب وزخرفه وأصر على أنه ثابت البنية وشديد النقاء.

ترجمة وتحرير نور محمد الأحمد

إقرأ ايضًا