برج الضوء الأخضر

5

هاهو برج بيريوس بتوقيع UA المعمارية يتألق بوهجه الأخضر المشع، فبعد المسابقة الشهيرة التي أقيمت لتقديم مقترحاتٍ إبداعية لإكساء هذا البرج الشامخ، يظهر اليوم بيريوس بحلةٍ جديدة تربطه مع البحر والجوار ومع مدينة أثينا، ولكن كيف حصل ذلك يا تُرى؟

يبدو أن معماريي UA قد حفظوا أسس العمارة التفاعلية عن ظهر قلب، فعلى سبيل المثال تم تخصيص الطابق الأرضي والطابق الأول والثاني لتضم مسرحاً ومطعماً وسينما ومقهى إلى جانب ردهة الفندق وقاعات الاجتماعات، في محاولةٍ لجعل المبنى في تماسٍ مباشر مع الجوار حتى ساعات متأخرة في الليل.

ولكن ومع مثل هذه الخدمات وهذا المستوى من الارتباط مع المدينة وقاطنيها، تطلب تخصيص عددٍ أكبر من مرافق وقوف السيارات، فكما هو متعارفٌ عليه، يتم قياس نجاح أي مبنىً معماري بنجاح حركة المرور العامة وتسهيل وصول العامة إليه، لذا يمكن لأي زائر من زوار الفندق في الطوابق العليا ركن سيارته في الخارج، ليتولى أمر توصيلها إلى المرآب أشخاصٌ مدرّبون، وكذلك الأمر بالنسبة لمستأجري المساحات المكتبية العاملين لحساب الشركات الوطنية أو العالمية.

طبعاً يعتبر هذا الأمر نقطة جذب هامة للشركات العالمية، إذ يمكن لهذه الشركات تسهيل آلية عمل موظفيها وضيوفها من على قرب، ففي حال لم يتم استخدام هذه الغرف من قبل الشركات يمكن تغييرها لمساحات مكتبية أو حتى يمكن استخدامها من قبل صاحب الفندق، فلمعماريي UA تجربة مسبقة بقدرة الغرف والمكاتب من مختلف الأحجام على تقديم أفضل الخدمات لمستخدميها، وبالفعل استطاع هذا النظام إثبات مرونةٍ بالغة حسبما تقتضي الحاجة.

وأخيراً نعرج على الواجهة التي أثبتت بأنها واجهة تفاعلية بكل معنى الكلمة، فقد استطاعت أن تحول المبنى إلى ما يشبه المنارة في إشارة إلى رحلات السفن اليونانية القديمة البحرية، فعندما تدخل السفن ميناء بيريوس ستكون موضع ترحيب من قبل هذا المعلم الأخضر المستدام، الذي تحول إلى أكروبوليس ثانٍ بشهرته بين كل قاطني أثينا، مستحقاً بجدارة لقب برج الضوء الأخضر.

إقرأ ايضًا