وجهين لدار أوبرا واحدة!

10

على نحو غير مسبوق، قام فريق WEAVA بالاستفادة من موقع أوبرا بوسان داخل منطقة الثقافة البحرية، وبذلك غدا المبنى قادر على تطويق المدينة والمناظر الطبيعية من خلال توفير وجهين منفصلين ولكن مرتبطين في الوقت ذاته.

بشكلٍ عام، أدى تطوير الميناء الشمالي إلى إعلاء صوت مدينة بوسان في كوريا -إن صح التعبير- حيث يحظى هذا الصوت بدوره بقدرة على إثارة الفكر والالهام وزيادة العاطفة مع كل مرحلة من المراحل المتعاقبة لعملية التطوير، كما ويمكنه -أي الصوت- الوصول إلى جميع أنحاء العالم، معلناً ظهور حقبة ثقافية جديدة في مدينة بوسان.

إذ سيدوي الصدى من الجبال التي تحتضن المدينة إلى جميع أنحاء المدينة، ويشير إلى المنارة، التي كانت تستخدم تقليدياً كوسيلة من وسائل الاتصال بين المسافات الكبيرة، أما في الميناء الشمالي، فسوف ينضم صدى الجبل إلى صوت أوبرا بوسان، مشكلان سويةً علاقة متناغمة تؤلف الصوت الثقافي الجديد للمدينة.

وبذلك سوف يغدو جبل غوبونغ حاضراً في المنطقة أكثر من أي وقت ٍمضى، فقد تم تحويل هذه التضاريس الطبيعية لتناسب السياق العمراني في بوسان، وذلك باستخدام الخطوط الطبوغرافية في الجبل لتطوير سلسلة من الشرائط الأفقية على غرار الأشكال الأفقية في الهضاب، ومن ثم تم إحداث التواء في هذه الشرائط مما أدى إلى خلق فتحات داخل الكتلة، وبذلك سوف يحاكي شكل المبنى الجبل ويساهم في الوقت نفسه بتطوير المدينة العالمية المزدهرة.

وننتقل بذلك للحديث عن “وجه المدينة” أو الواجهة الشمالية، فقد تمت محاكاة البيئة العمرانية الصارمة من خلال ساحة الزاوية ودرج المدخل، بينما تمت محاكاة “وجه البحر” أو الواجهة الجنوبية من خلال استخدام مواد عضوية أكثر، فضلاً عن إقحام العديد من المساحات الخضراء، وقد ساهمت هذه العلاقة بين الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية بإنشاء رابط متدرج يصل بين دار الأوبرا والبيئات العمرانية والطبيعية الموجودة في بوسان.

أما للوصول إلى دار الأوبرا، فقد تم إحداث جسر مخصص لمرور المركبات يقع إلى الشمال من المبنى، في حين يمكن للزوار القادمين عن طريق سيارة أجرة الدخول عبر طريق غير مباشرة تقع بجوار الساحة الثقافة البحرية، ومن اللافت توفير مواقف محدودة لسيارات رعاة المعوقين بجوار مدخل العامة.

بينما يمكن للسيارات المحملة بتجهيزات المسرح (بالإضافة إلى مختلف السلع واللوازم) الوصول إلى رصيف التحميل عبر طريق منفصل عن المدخل الرئيس، كما وتم توفير مواقف خاصة بالشاحنات والمقطورات التي تحتاج إلى البقاء بالقرب من رصيف التحميل ومداخل كلٍّ من الموظفين والعامة.

ومازلنا في هذا الجسر فقد تم توفير ممر للمشاة، يقود العامة إلى الساحة الثقافية البحرية، بغض النظر عن الجسر الثاني في الجنوب من دار الأوبرا المخصص بالكامل لخدمة المشاة، فعند عبور هذا الجسر سيكون بمقدور الزوار اجتياز الممر والاسترخاء في ساحة الواجهة البحرية والتعرف على متاجر البيع بالتجزئة وحضور الأعمال الفنية في المسرح الخارجي، والأهم من هذا وذاك الوصول إلى دار الأوبرا.

إقرأ ايضًا