فيكتور هوغو؛ بطلٌ معماريٌّ فرنسي!

10

لن تكون نصيحة أهالي أطفال باريس لأبنائهم بالذهاب إلى مركز غافروش كنصيحة والديّ غافروش نفسه، اللذين يعتقدان بأن حياة ابنهما في الشارع أفضل.

تبدو المفارقة واضحة في تسمية المركز على اسم شخصية غافروش من رواية “البؤساء” الشهيرة لفيكتور هوغو، فمن المؤكد أن أطفال باريس لن يكونوا أكثر “بؤساً” في مركز غافروش للأطفال، الذي جاء بتوقيع فريق SOA المعماري.

ومع أن اسم “غافروش” قد بات رديفاً لوصف “الولد المزعج”، سيكون الأطفال في هذا المركز بعيدين كل البعد عن البؤس والحزن وقطعاً الإزعاج، حيث يمتد المبنى على طابقين من شأنهما تقديم مساحات كافية لتعليم الأطفال وسط مجمعٍ محليٍّ.

تبدو كتلة المبنى مميزة بجزأيها الأبيض السفلي الذي يحتضن غرف اللعب؛ بما في ذلك مكتبة الألعاب وغرفة الألعاب المائية والقاعات المتعددة المفتوحة على ملعبٍ خارجيٍّ مغلق من جهة، وورشات العمل العلوية المتوضعة في كتلةٍ صندوقية الشكل مكتسية بالقضبان الخشبية؛ تحتضن في أرجائها استديوهات للطبخ والقراءة بالإضافة إلى غرف للموظفين وغرف ألعاب مائية أخرى من جهةٍ أخرى.

ومن هنا تؤدي الأبواب الزجاجية بأطفال فرنسا المحظوظين نحو ثلاثة منصات منفصلة على سطح المبنى، تواجه جهة الغرب مطلةً على منتزهٍ مجاور.

أما عن كلمات المصممين عن مشروعهم فقد كانت كمايلي:

إن مركز غافروش للأطفال هو مرفق تعليمي وثقافي يقع في قلب مشروع “فيكتور هوغو” التطويري، الذي يمثّل بدوره جزءاً من خطة تجديد عمرانية ضخمة تتألف بشكلٍ أساسي من مشاريع إسكان ومكاتب ومبانٍ تجارية يتم توزيعها حول حديقة فيكتور هوغو.

وتقع أرض المجمع المثلثية وسط نسيجٍ عمراني متنوع؛ فيه منتزه من جهة الغرب، ومنازل قديمة في الشمال، وأخيراً بعض المباني خماسية الطوابق في جهة الجنوب.

أما عن عمق الموقع نفسه فقد قدّم للمبنى ثلاثة جهاتٍ مختلفة، لذا قمنا بتوجيه غرف اللعب وورشات العمل نحو الحديقة، التي تُعتبر أكثر المساحات استفادةً من الإطلالة المفتوحة على المناظر الطبيعية الخضراء.

بالنسبة لمساحة المدخل بوجيبتها الأمامية فهي تجسد رابطاً عمرانياً مع الشارع الذي تطل عليه، حيث ينحشر هذا المبنى بموقعه محافظاً على استمراريةٍ مع النسيج العمراني الأصلي للمكان قدر الإمكان، وعلى تخطيط حديقة فيكتور هوغو على حدٍّ سواء.

وبالتطرق للتوزيع الوظيفي للمبنى فتدور مساحات المبنى حول قاعةٍ مركزية، تمثّل النقطة المحورية في المكان بتصميمها المفتوح على العامة. وتتربع خطة المبنى فوق دعامةٍ تتألف من خطوطٍ أفقية تعكس صدى شكل المنتزه، حيث تدعم هذه القاعدة الصناديق الخشبية التي تبدو ككتلٍ مقسمة خفيفة الوزن.

في الداخل يقدم الطابق الأرضي مساحات ذات شفافية قصوى، تم تكييفها بشكلٍ ملائم مع متطلبات الإنارة الطبيعية والظروف الصوتية على حدٍّ سواء، بينما يسمح التوزيع الداخلي الحيوي للكيانات الأخرى باحتضان استخدامات متنوعة مع تسهيل تحرك الأطفال والزوار داخل المبنى، الأمر الذي تم التوصل إليه أيضاً بفضل اللغة اللونية واستخدام اللوحات الإرشادية المناسبة.

لكن في النهاية يبرز مركز الأطفال هذا ضمن الموقع كمرفقٍ عام، حيث توضح الخطة نوايا ثقافية وتعليمية ومدنية وتهدف لتحقيق تكاملٍ اجتماعي قوي؛ فالمركز هو مكان للترفيه التعليمي حيث يمكن للأطفال والمراهقين تطوير ذواتهم من خلال الألعاب الجماعية وورشات العمل.

إقرأ ايضًا