بناء جامعة أوكلاند بواجهته الغريبة والعملية بنفس الوقت

7

تعاونت شركتي Francis-Jones Morehen Thorp و Archimedia على تصميم مبنى جامعةٍ جديدٍ في أوكلاند بنيوزلندا. وقد استلهم المصممون فكرة التصميم من التمازج الرائع بين المناظر الطبيعية والمساحات العمرانية الغنية بالإرث الحضاري الذي يُميز موقع الجامعة الجميل المطل على ميناء أوكلاند و ساحة Auckland Domain الشهيرة.

وقد اشتهرت أراضي ووديان المنطقة منذ زمنٍ بوجود نهرٍ فيها ينبع من Waipapa ويصب في الميناء، وكان المستوطنون القدماء قد استقروا قرب هذا النهر مع بواكير الهجرات الأوروبية التجارية Ngati Whatua.

كما ألهمتهم الرغبة ببناء مؤسسةٍ تعليميةٍ جديدةٍ أكثر ابتكاريةً لتكون مركزاً للعلم والتبادل الثقافي ولتعاونٍ أكبر بين قواد المستقبل. وقد ابتكرت الشركة المعمارية نموذجاً جديداً لواجهة البناء لتبقى أقسام الجامعة مفتوحةً على بعضها، وكانت الواجهة أشبه بسلسةٍ من الشرائط التي تغطيها بشكلٍ مرحبٍ بالطلاب. والواجهة عبارةٌ عن طبقات من الزجاج وألواح الستالستيل مرتبةٌ فوق بعضها وتربط الأقسام الداخلية ببعضها.

ويرتبط الفناء المركزي ومساحات التجمع الداخلية التي تنحصر بين أكبر شريطتين بحقول أوكلاند الطبيعية، وتطل الواجهة الشمالية على الميناء وجزيرة Rangitoto في حين أنها تنتهي عند محور شارع Wynyard.

وقد تم تعليق هذه الأشكال المتوحدة وكأنها قطعةٌ عضويةٌ من البناء على منصةٍ صلبةٍ تحمل المبنى بأكمله وتعيد تشكيل طبولوجية الموقع المنحدرة. وترتبط المنصة المتوازنة فراغياً بالأشرطة المعلقة في قلب الفناء من المجمع الجديد، رابطةً بذلك المساحات التعليمية بأماكن العمل، أي دمج المساحات التعليمية وتلك الاجتماعية في كلية إدارة الأعمال.

ويقدم التعبير المعماري المنفتح والانسيابي نقاط التقاءٍ معاصرٍ قويةٍ بالأبنية التقليدية الأوروبية التي كنا نجدها في مباني الجامعات القديمة. ولكن يتميز هنا تصميم جامعة إدارة الأعمال والمجمع التعليمي الرائع حقاً بعكسه عدة مفاهيمٍ تبدو واضحةً كالامتياز والابتكار والانفتاح والترحيب واحتضان المجتمع في أوكلاند، وذلك برمزيات البناء التي تهدف أساساً للعلم والبحث ولكن تلقي الضوء على ما هو أكثر من ذلك.

أما نقطة التميز في التصميم وهي تلك الشرائط الزجاجية التي نراها على الواجهة، فقد صُنعت من الزجاج ودعائم الفولاذ، بالإضافة لشبكاتٍ مدغمة في الزجاج من التيتانيوم لصلابةٍ أكثر. في حين أفاد بشكل كبيرٍ تعليقها أبعد قليلاً عن الواجهة في تنظيم التهوية وتقليل وهج الشمس وإلقاء الظلال اللطيفة على المساحات الداخلية، كما أن شفافيتها لم تحرم التصميم الداخلي من إطلالةٍ على الميناء وما تحيط به من أراضٍ ومناظر طبيعية خلابة.

أما قاعدة المبنى الرئيسية فيوجد فيها أقسام التعليم الأساسية ومختبرات الحاسوب، بالإضافة للمدرج العام الرئيسي الذي يقع في أبرز مكانٍ على حافة المنصة. كما توفر المنصة البازلتية والألواح الصلبة مسبقة الصنع عزلاً وحجباً مناسباً لهذه المرافق الحساسة التي تعلوها، كما توفر لها الواجهة فلترةً للهواء وانتقائيةً في قدر الضوء لتوفير أنسب الظروف الدراسية في الداخل.

ويوجد في قلب المركز مساحتين متداخلتين من المجمعات العلمية؛ وهي صالة الترحيب التي نراها عبارةٌ عن مساحةٍ مفتوحةٍ محددةٍ بنقوشٍ جميلةٍ ونماذج فنيةٍ ترحب بالناس، وفناءٌ مركزي يربط كل مستويات البناء ببعضها عمودياً. كما تتعلق في هذا المدرج الجسور المعلقة التي تعتبر أيضاً من أهم النواحي الجمالية في تصميم البناء وتوفر إطلالةً مختلفة إلى أوكلاند.

إقرأ ايضًا