ربما ستأتي عهودٌ ليست بطوال يصبح فيها بناء مشاريع مستقاة من عمارة الستينات والسبعينات أمراً صعباً، وذلك لعدم تلبية هذه الأبنية المعايير الوظيفية والتقنية لعصرنا الحالي، ومن منطلق هذا التصور المؤسف لمستقبل المباني المعمارية القديمة، جاء هذا المشروع لتجديد مبنىً مسرحي في Zurich Nord في سويسرا ليعالج هذه المشكلة، والذي تضمّن أيضاً إضافة 700 مقعد وابتكار ردهة أكبر حجماً.
كما وقد تعهد تصميم هذا المشروع الإصلاحي شركة التصميم السويسرية المعروفة EM2N، حيث قام مصممو الشركة بالاستجابة إلى متطلبات برنامج التصميم على الرغم من الميزانية المحدودة أثناء عملية تطوير المبنى الحالي إلى مسرحٍ موسيقي معاصر.
أما الأمر الملفت للانتباه، فهو استعانة المصممين بالعناصر الحالية مثل السقف والبرج الطائر “كقطع غيارٍ” أساسية في تصميم المشروع الجديد، حيث يظهر مبنى مسرح Theater 11 على نحو مميز عن بقية الأنسجة العمرانية المتعددة النطاق، وبذلك قام المصممون بتقديم الحل وتكملة النقص العمراني الذي يعاني منه المبنى الحالي.
كما وقد قام مصممو EM2N باستيعاب العلاقة القوية التي تربط تصميم المبنى وفكرته المعمارية مع تكلفة البناء مسبقاً قبل الشروع بتنفيذ متحف Theater 11، بالإضافة إلى إدراكهم العلاقة بين المبنى والصروح المعمارية المحيطة به مثل معرض Messe التجاري وملعب Hallenstadion الرياضي، حيث كان الهدف من هذا المشروع خلق تعبيرٍ مباشرٍ خام وصناعي.
وفي النهاية، يستطيع الناظر إلى واجهة المتحف الماثلة على شكل شقٍ والمصنوعة من المعدن المثقّب أن يتذكر الطابع الصناعي للمبنى القديم الذي بات يشغله المسرح الحالي، بينما وفي الليل تقوم النوافذ إلى الخلف من الغشاء الشفاف بالتوهج محولةً المبنى إلى ما يشبه المصباح الاصطناعي، في حين ترنو إلينا النشاطات داخل المسرح من خلال البهو الخارجي من خلال “العيون” الكبيرة في الواجهة.