عش زوجيةٍ ومنزل تقاعد… وروعة التصميم الإسبانية

1

صممت شركة María Langarita and Víctor Navarro المعمارية من مدريد منزل Casa Doble المستطيل في سرقسطة بإسبانيا بخطةٍ غير منتظمةٍ هندسياً ومقدمةٍ تتدلى لتُطل على بستان الزيتون في الخلف.

وقد تم تصميم منزل Casa Doble “المنزل المُضاعف” لثنائيٍ متزوجين حديثاً أرادوا الهرب من المدن ليعيشوا في الريف الإسباني. وبالنظر لمخطط المنزل عن قرب، نجد أن معماريي المشروع قد خصصوا الطابق الأرضي ككراج للسيارة وكمساحة ترفيهٍ، في حين بقيت الغرف الرئيسية في الطابق الأول. أما السياج الخشبي حول المنزل فسينتهي الأمر بأن تكسوه النباتات المتعرشة ليوفر لقاطني المنزل القدر الكافي من الخصوصية عن الشارع وليظلله من حر الصيف.

وللمنزل قصة فريدة، ولفكرة تصميمه سبب، فصاحباه قد تزوجا وهما على مشارف التقاعد وقد أرادا الابتعاد عن المدينة وصخبها والأجواء القديمة التي كانت تعم حياتهما، وهما موقنان بأنهم قد لا يتجاوزا تجربة التقاعد دون تغييرٍ جذريٍّ في حياتهما يزامنه. لذا اختارا الانتقال للريف وأجوائه الهادئة المريحة، وطلبا منزلاً بتصميمٍ يجد الحل لهذا الموقف المزدوج، فعلى التصميم ألا يبدو كحلٍ لنهاية مرحلة ما، وإنما تصميماً لبدايةٍ جديدة.

ومن المسلم به عموماً أن للفرق بين المناطق الريفية والحضرية في العالم علاقةٌ بالقرب من مراكز معينة وبأنماط المعيشة المستقاة منها. وترتبط أوصاف المكان بالإنشاءات المعروضة في المكان بأوسع معانيها وبكل إيقاعاتها وطقوسها بين الناس ومحيطهم.

يعبّر المصممون عن هدفهم من هذا المشروع بادئين من المنزل أولاً قائلين أنه قد تمثّل في تقييم ظروف السكن والتوقعات الحياتية التي يمكنها أن تدفع كلاً من هذه الأشكال عن طريق جعلها في مواجهةٍ مع تجارب ورغبات العميل. إلا أن هذه النقاشات والحوارات قد أدت للوصول إلى ازدواجيةٍ في الرغبات؛ فمن ناحيةٍ برزت تلك الأمور المتعلقة بالإدارة وطرق الاستخدام وكل ما يتعلق بتنظيم وتمثيل الشقق العمرانية التقليدية، ومن ناحيةٍ أخرى تم طرح مواضيع تتعلق بالبحث عن حياةٍ خفيفة الظل وحيوية لم يسبق أن عاشها أحد، تكون مرتبطةً بالموقع الخارجي لتعبّر عن انتقالٍ لـ “حياةٍ بريةٍ” لطيفة.

فالمنزل يقع ضمن حدود Algairén، تلك المدينة الجبلية الرائعة، حيث ينحدر برقةٍ مطلاً على مساحة الوادي الشاسعة. وتتميز بلدة Algairén بإنتاجها للنبيذ والزيت بشكلٍ خاص. أما أرض المشروع فهي جزءٌ من بستان زيتونٍ متاخمٍ لحدود البلدة، ويقع المنزل في الجهة الشمالية على طول الحدود القابلة للتطوير، بحيث تتاخمها حديقةٌ وأرضٌ مزروعةٌ بالخضار إلى الجنوب وتمنح المنزل خصوصيته بعيداً عن الشارع.

وهكذا تم المشروع بالعمل على منزلين متوازيين يرتفعان طابقاً واحداً عن مستوى سطح الأرض للاستمتاع بالإطلالات ومناظر أشجار الزيتون. فالطابق الأول مستطيل الشكل وتقليدي البناء بتقطيعاتٍ ضيقة كوريثٍ لفكرة الحركة الحديثة، حيث يكون المطبخ والحمام في منطقتين منفصلتين فتحصل كل المساحات على استقلاليتها وتهويتها الطبيعية وازدواجية إطلالاتها.

وبترك النوافذ في الخلف عند الواجهة الجنوبية، أصبح الوصول إلى المنزل الثاني ممكناً، أما المنصة غير منتظمة الهندسة والمغطاة بغلافٍ خشبي التركيب ينحني ليخلق مساحاتٍ مختلفةٍ عديمة التخطيط فهي مرتبطة مباشرةً بالحمام والمطبخ.

وهكذا كان التصميم ملائماً ليكون عش الزوجية الجديد والملاذ من الصخب والضوضاء والحر. مُزيلاً كل العقبات أمام العملاء ليجعلهم أمام حلٍ لنمط حياتهم وليس مجرد منزلٍ فقط.

إقرأ ايضًا