أجواء كهفية للتعرف على التاريخ ما قبل الأندلسي

5

لم يكن من السهل تجاهل الموقع خلال تصميم مركز تفسير التاريخ ما قبل الأندلسي في مدينة ملقا في إسبانيا، إذ يمتاز موقع المركز بوجود العديد من المعالم الطبيعية، وبالتالي كان على فريق Luis Machuca تعزيز ورعاية هذه الميزة من خلال التركيز على تمييز المتحف والحديقة؛ إحدى أبرز أجزاء المركز، عن المعالم الطبيعية الأخرى سواء خلال النهار والليل.

ولكن هذا لم يمنع الفريق من دمج المتحف مع التلال، وتكييفه مع الموقع سواء من ناحية الشكل أو من ناحية اختيار مواد البناء، أما الحديقة فبالكاد خضعت لبعض التعديلات، ليكون بمقدور الزوار تمييزها عن المعالم الطبيعية.

ففي الحديقة الأثرية على سبيل المثال قام فريق Luis Machuca بإنشاء مسارات وأحواض زهور جديدة، كما قام برصف بعض الطرق بالإسمنت عند الضرورة، في حين تم رصف البعض الآخر باستخدام الخشب المعاد تدويره، على نحو تبدو فيه كما لو كانت تطفو فوق أرض الحديقة، كما وقام بتحويل بعض المسارات إلى نقاط مراقبة خاصة بالزوار مطلة على المناظر الطبيعية.

أما خارج المتحف، فسيشعر الزوار وكأنهم في كهف، فعند الوقوف تحت منطقة المدخل، سوف يلاحظون وجود ظفر بارز عن المبنى بطريقة تشابه بروز الصخور عن الكهوف، وكذلك الأمر بالنسبة للفناء حيث يبدو المبنى وكأنه يغطيه بشكل جزئي، مشكلاً بذلك مساحة للاستراحة وسط الطبيعة.

وهناك سوف يلاحظ الزوار أيضاً وجود قاعة مفتوحة تم دمجها مع مبنى المتحف حتى باتت كجزء من تضاريس الموقع، وقد ساعد هذا الإجراء بتشكيل الفناء الذي سبق ذكره، وكما هي محمية بشكل جيد من قبل المبنى، تحظى هذه القاعة بتقنيات عزل صوتي جيدة جداً.

وبمجرد وصول الزوار إلى ردهة المتحف، سوف يلاحظون وجود مجموعة من السلالم ومصعد مرتبط مباشرة مع الطابق العلوي، إذ ترتفع هذه السلالم صعوداً قبل أن تعود وتنحدر إلى الردهة مرة أخرى.

في القسم الأخير من المتحف هناك قاعة عرض مؤقتة، والتي يمكن أن تكون بداية الطريق، أو أن تعمل بشكل مستقل، كما يمكن الدخول إلى المتحف من الاتجاه المعاكس بفضل شكله المقوس، حيث تصل السلالم والمصعد نهايتي المبنى مع بعضهما البعض.

إقرأ ايضًا