هنا حل معادلة تصميم منزل ومعرض في آن لعالِمين في سان فرانسيسكو

7

على نحوٍ غير اعتيادي، يقوم هذا المشروع بطرح جيلٍ جديد من المنازل، حيث يضم هذا “المنزل المعرض” في سان فرانسيسكو ما يشبه المعرض الفني العمومي إلى جانب المسكن الخاص باثنين من هواة جمع الأعمال الفنية البارزين الذين أرادا تجربة العيش والبحث عن الفن في آنٍ واحد، فعالِم الفيروسات المعروف إلى جانب عالِم الرياضيات الشهير قد اتخذ على عاتقه جمع أعمال الفنانات المعاصرات حصراً، ومهمة عرض هذه الأعمال ومشاركتها مع الجميع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر لا يقتصر على الأصدقاء فقط.

فقد تقدم الزبونين إلى شركة Ogrydziak Prillinger Architects للتصميم المعماري ومقرها سان فرانسيسكو بطلبٍ مفاده الحصول على منزلٍ يستطيعان من خلاله عرض مجموعتهما الواسعة بحيث يستطيع زوار المنزل الكرام التنقل بين أرجاء المعرض من خلال مساحات المنزل، والذي يحظى بدوره بأجواءٍ مختلفة تبعاً للعمل الفني الذي تضمه كل مساحة.

ويضم المعرض الموجود على مستوى الشارع العديد من الأعمال الفنية من التشكيلة الفريدة، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأعمال والتي هي جزءٌ من تشكيلات فنية خاصة بالأصدقاء، كما ويتيح المعرض المجال للعديد من العامة بالدخول إلى عالم الفن والفنون، حيث يعج بالأعمال الفنية العريقة.

أما بالحديث عن فكرة تصميم المعرض الذي جاء تحت اسم Gallery House، فقد تم التركيز على توسعته وإعادة تحديده في الوقت الذي تتابع فيه الأدراج إلى جانب الطابقين المجاورين والحديقة الفنية، بينما تضم المنطقة السكنية معظم المساحات الخاصة بالمعرض والتي تتوزع على كامل المنزل ذي المساحة المفتوحة.

بينما وبالحديث عن موقع المشروع، فإنه يقع على الحدود المتاخمة لحديقة South Park والتي تعتبر إحدى أهم الأماكن العمومية في سان فرانسيسكو، ومن منطلق هذا الموقع العمراني المميز، استدعى الأمر البحث عن لغةٍ معماريةٍ من شأنها ترجمة هذه العلاقة المتشابكة بين وضوح الأرض وغموض العمل الفني.

وبدايةً وقبل الشروع في تصميم المنزل وانطلاقاً من الصلابة التي تميز أرض الموقع، فقد تم تشقيق وتقسيم الكسوة التي تغلف المنزل إلى أجزاءٍ متشابكة، أما وعلى نحوٍ أشمل، فقد تم تقسيم مساحة أرض الموقع، بينما تم تصنيف الأجزاء المتجاورة إما صلبة أو فارغة وابتكار العديد من التصاميم المختلفة، وبهذه الطريقة تم ملء المساحة الأصلية مما أدى إلى الثقل الملحوظ في المبنى.

أما الأجزاء الصلبة والفارغة المتجاورة والتي تحدثنا عنها سابقاً، فتبدو عديمة الاكتراث تماماً بالإطار الديكارتي بأبعاده البالغة 4×5×4 والتي تقوم بتشكيل الكتلة، بينما وإلى الداخل من المنزل، فإن المصفوفة تعزز ضمناً من تقسيم المساحات الفارغة والصلبة، وبالنظر إلى الواجهة المقابلة لحديقة South Park، يتفرّق الإطار المتعامد ويعود من جديد ليجتمع ليحاكي التركيب العضوي للحديقة المليئة بالأشجار، حيث تقوم هذه الأجزاء المنثنية كلوحةٍ جدارية من الفسيفساء بتشكيل مساحةٍ سكنية تشغل الشرفات في الطابقين العلويين.

الأمر الذي من شأنه خلق عتبة منتفخة كنتيجةٍ للقيود البارامترية المفروضة من قبل قانون تخطيط النوافذ التقليدية في خليج سان فرانسيسكو، ليعود الطابع الهندسي اللطيف للظهور مرةً ثانية من خلال الأحجار المرصوفة ذات الأشكال الهندسية المستوحاة من علم الرياضيات العضوية والموجودة في الحديقة المميزة الخاصة بعرض المنحوتات على السطح.

أما وعلى النقيض من التوسعة الأفقية للجدران في الطوابق السكنية الأمامية والخلفية، يظهر هنالك سقفٌ مليء بالنباتات التي تتناسب والبيئة الجافة والمصحوب بالعديد من الملاقف والتي من شأنها جلب ضوء النهار إلى الغرف الداخلية في الداخل، بينما يتمتع الدرج الذي يرتفع نحو 55 قدم والسقف المسنن بالضوء القادم من الشمال.

ولكن وعند الدخول إلى منطقة المعرض، تقوم الواجهة الزجاجية والمصحوبة بملقفٍ من جهة الشمال فوق جدار العرض الخلفي بتأمين ضوء النهار الطبيعي كل اليوم وعلى مدار السنة، وقبل الختام لابد من الإشارة بأن “منزل المعرض” استطاع وبكل أمانة أن يتتبّع دورة المناخ المتغير وحالات الطقس المتبدلة من الشرق وحتى الغرب ومن مشاهد السماء الصافية وحتى الضباب، من خلال احتضانه لقاطنيه في مبنىً منفتح على حياة المدينة دون الحاجة إلى هدر الطاقة بالاعتماد على الوقود ومصادر الطاقة الإضافية.

إقرأ ايضًا