يُقال بأن المدن تعطي لأصحابها شيئاً من صفاتها ونكمل نحن بأنها تعطي الكثير لمبانيها، فعندما نقول باريس على سبيل المثال قد يتصور الأغلبية مبانٍ أنيقة وبسيطة عصرية وديناميكية والأهم من ذلك حميمية.
لكن فندق Enzo يؤكد هذا الإحساس بتربعه في قلب العاصمة الفرنسية، حيث استطاع معماريو Manuelle Gautrand إقحامه في السياق العمراني المحموم من خلال شكله المثلثي القوي الذي يحمل الكثير من العناصر المرتبطة بشكلٍ مباشر مع حيوية الشارع الفرنسي، في الوقت الذي تعكس فيه الواجهة الملونة الأراضي الطبيعية الفرنسية.
فقد استطاعت ألوانها المختلفة أن تضيف ملامح جمالية على المبنى ككل بفعل الألواح مختلفة الأشكال والألوان التي اجتمعت في النهاية لتشكل نسيج الواجهة دون أن تبدو مفروضةً على المكان، بل تبدو جزءاً لا يتجزأ منه، وفي هذا السياق يعلّق Gautrand بقوله “لقد نجحت هذه الأجزاء المتصلة مع بعضها البعض أن تضيف سمةً حركيةً على كامل المبنى، حيث يمكن للمرء من هنا أن يستشعر حركة السيارات ويتشكل لديه انطباعٌ أكيد بسرعتها.”
من جهةٍ أخرى تعمد فريق العمل التخفيف من حدة تكتل المبنى بكل أناقة، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدلّ على القيود العمرانية التي تطغى على المناطق المحيطة، ويتجلى ذلك بالنظر إلى أرضية الفندق الضيقة والمتناقصة تدريجياً التي تعتبر نتيجةً لقيود التصميم التي أثرت الشيء الكثير على تنظيم المبنى.
وأخيراً يمكن لزائر فندق Enzo أن يغادر وفي جعبته صوراً مختلفة حيث تتغير رؤيتنا له في كل مرة وتبعاً للزاوية التي نراه منها والنتيجة زيارةٌ موفقة لواحدٍ من أكثر المشاريع المتغيرة باستمرار بوحيٍ من السياق العمراني الديناميكي الذي يخيّم على باريس.