مبنى البلدية في تركيا

32

للمرة الأولى في تركيا سوف يغدو مبنى البلدية أقرب من المواطنين، فقد سمح تصميم المبنى الشفاف والديناميكي بتخليص المباني الحكومية من فخ النمطية إلى الأبد، فبدلاً من توزيع مجموعة من المكاتب على طوابق المبنى والسلام، قام معماريو Alp بتصميم الكتلة الرئيسة من مبنى بلدية ملاطيا على نحوٍ بيضوي، فعندما يدخل المرء إلى ردهة الكتلة المركزية، التي تمتد على كامل ارتفاع المبنى، سوف يكون بمقدوره رؤية كل زاوية في كل طابق من الطوابق.

تم التركيز على عامل الاستمرارية لتحقيق النجاح للتصميم، إن كان في مبنى الكتلة الرئيسة الذي يمتد على عشرة طوابق، أو في مبنى المحافظة الذي يمتد على خمسة طوابق، كما تم تقسيم المشروع إلى ثلاثة أجزاء هامة؛ الجزء الأول هو مبنى البلدية الذي يبلغ مساحة 20 ألف قدم تربيعي، ويتألف هذا المبنى من مجموعة من المكاتب تبدو أقرب إلى أقواس بيضوية، دعماً لشكل المبنى البيضوي.

أما الجزء الثاني في التصميم، فهو مبنى المحافظة الذي يبلغ مساحة خمسة آلاف قدم تربيعي، ومن الملفت بأن هذا المبنى دائري الشكل يتجه نحو الساحة الأمامية والطريق الرئيسة، كما ويتقاطع مبنى المحافظة هذا ويندمج مع الكتلة البيضوية الرئيسة، وكنتيجة يطل كلا المبنيين على الساحة الخارجية وعلى الردهة الداخلية.

كل ذلك وأكثر، يأخذنا إلى أجواء العمارة الإسلامية ولكن ضمن قالب عصري للغاية، فعلى سبيل المثال، نلاحظ بأن قاعة مجلس البلدية حلزونية الشكل فضلاً عن القاعة متعددة الاستخدامات في الأسفل اللتان ترتبطان مباشرة مع مبنى المحافظة، مفتوحة على التوالي باتجاه الطوابق العلوية والسفلية في الردهة، وكأن المبنى على اختلاف أجزائه مساحة واحدة، وبذلك، يمكن للمرء، بمجرد اقترابه من الشارع، أن يشاهد العمق الكامل للكتلة عبر الردهة المركزية الشفافة.

أما بعيد الانتهاء من متابعة المعاملة الرسمية في أروقة مبنى البلدية، تم تخصيص طريق منزلق لقيادة المراجعين إلى المدخل الرئيس، ومن الجدير ذكره بأن هذا الطريق يقوم بربط نهايتي الأرض، وكأنه عمود فقري ترتكز عليه أجزاء الخطة، في حين تخدم الكتلة البيضاوية بمثابة نقطة تجمع للمراجعين، تضم فيما تضم معارض واجتماعات وحفلات موسيقية وأحداث ثقافية، لذا فقد تم تبريد المساحة الداخلية في هذه الكتلة باستخدام أجهزة تبريد عالية التقنية.

بدوره يستخدم التراس الدائري الداخلي من كتلة المحافظة كمنصة لإلقاء الخطابات الرسمية، مما يجعل المشروع نفسه يبدو وكأنه منصة اجتماعية، بل أكثر من ذلك، مساحة عامة وثقافية تكشف عن قيم ورموز عفا عليها الزمن.

عدا عن أهمية هذه القيم وغيرها من الرموز، يكشف المشروع عن وجه آخر لملاطيا، “معماري” بعض الشيء، إذ تم على سبيل المثال تشطيب أرضية الردهة بأحجار مكعبة مشابهة للأحجار التقليدية التي تكسو أرصفة المدينة، مما يجعل الردهة تبدو، بمساعدة بعض الأشجار، ساحةً للمدينة وليس للمشروع فقط.

بينما تقوم الأدراج الفولاذية المفتوحة على جانبي الردهة، إلى جانب الجسور الفولاذية التي تصل بين أجزاء الردهة، بألوانها البرتقالية والخضراء، بتذكيرنا بفاكهة المشمش وأوراقها، كون هذه الفاكهة من أكثر الفواكه شهرةً في ملاطيا، حتى يقال بأن المدينة هي المنتج والمصدر رقم واحد للمشمش في كافة أنحاء العالم، فحتى شعار المدينة ملون بألوان البرتقالي والأخضر.

إقرأ ايضًا