متحف قصص التاريخ بقلم أمير بريتزكر لهذا العام

2

قام المعماري البرتغالي إدواردو سوتو دي مورا الحائز مؤخراً على جائزة بريتزكر المعمارية لعام 2011 بتصميم متحفٍ تحت اسم Casa das Histórias في مدينة كاسكايس في البرتغال لعرض لوحات ورسومات الفنانة التشكيلية الإسبانية باولا ريغو، وقد نجح هذا المبنى في الاستفادة من بعض الجوانب المعمارية في المدينة التاريخية، ولكن في قالبٍ معاصر.

فعند زيارتك لهذه المدينة البرتغالية سوف تتعرف على المبنى على الفور، إذ يبدو شامخاً بهرميه الضاربين إلى الحمرة، مدمجاً ومجموعة من الأشجار الموجودة مسبقاً في الموقع، في حين تقوم أربعة أجنحة بارتفاعاتٍ وأحجامٍ متفاوتة بتشكيل المبنى.

أما المبنى نفسه فينقسم إلى قاعتين تؤدي الواحدة منهما إلى الأخرى، وتطوق هاتين القاعتين قاعة مركزية أعلىً بقليل تضم المعرض المؤقت، حيث يضم المبنى في الداخل مساحة للعرض على مساحة أكثر من 750 م2، وترتفع هذه المساحة على مجموعة من المساحات الفنية والخدمية في الأسفل، بينما تم طلاؤها بألوانٍ محايدة لتسليط الضوء فقط على الأعمال الفنية، ورصفها بأحجارٍ رخامية رمادية ضاربة للزرقة تم اختيارها بعناية من الأحجار الرخامية المنتشرة في كاسكايس.

كما ويضم المبنى متجراً ومقهى مفتوحاً على شرفة مطلة على الحديقة مباشرة، فضلاً عن مدرجٍ يتسع لمئتي شخص، فقد أرادته باولا ريغو أن يشبه بقية المتاحف الفنية دون إغفال احتياجات الزوار، وطبعاً قد نجح دي مورا بتلبية مطالب الفنانة التشكيلية، وفي ضخ شيءٍ من التجريدية التي طغت على الكثير من أعماله، وشيءٍ من المحلية في نفس الوقت، على نقيض المحاولات البائسة للثورة على الأنماط التقليدية التي انتشرت في البرتغال في الثمانينيات من هذا القرن.

فقد اعتمد صيغة محددة لإدراج المبنى والسياق المحيط به بالاستعانة بفكر المعماري البرتغالي راؤول لينو دون اللجوء إلى أي ديكور أو أية رتوشات لا لزوم لها، وبذلك نجح بتطوير شكل جديد من أشكال العمارة في العصر الحديث، دون أن يقع في فخ تكرار أية من النماذج القديمة تماشياً مع الأفكار التي يدافع عنها ألدو روسي في سيرته الذاتية العلمية.

لقد اكتفى دي مورا باستحضار الأمثلة من بعض الأيقونات العمرانية مثل الأبراج والمنارات والصوامع والمداخن، كتلك التي تخيم على تصميم قصر سنيترا، لذا لا تستغرب بأن سوتو دي مورا، عندما وصف هذا المتحف، أشار أيضاً إلى أسقف القصور من تصميم راؤول لينو، أو بأن فكرة “المدخنة المأهولة”، تجسد المطبخ في دير Alcobaça.

وأخيراً كلنا شوق لمعرفة ردود الأفعال التي سيحققها هذا المشروع “التاريخي” -إذا صح التعبير- إذ سيلقي سوتو دي مورا قنبلةً في الأوساط المعمارية من المتوقع أن تربك عدا أتباعه، أشد المنتقدين لأعماله.

إقرأ ايضًا