تعتبر قضية استخدام الشمس في تحسين المنازل الجديدة والقائمة إحدى أهم القضايا الرئيسية في مجال الإسكان في أستراليا، وفي مشروعنا لليوم نجح معماريو Harrison and White، وهي الشركة المعمارية الرائدة منذ العام 2005، في محاولةٍ لتصميم منزلٍ سكني تدور أحداثه حول فكرة الحفاظ على الضوء داخل مساحة الحديقة.
آخذين في عين الاعتبار اجتياح موضة المنازل الصغيرة التي قلّصت مساحات أراضي الحدائق، قام فريق العمل بتصميم منزل فوني جونسن Foyn-Johanson في مدينة ملبورن الأسترالية بالتركيز على خلق حديقةٍ مضاءةٍ على مدى اليوم حيث تم تقطيع كتلة المنزل لضمان سقوط أشعة الشمس على الحديقة التي سيقوم الزبون مستقبلاً بزراعة الغذاء فيها.
وبالفعل تم تحقيق هذه الأماني من خلال عملية عكس الظلال بغرض تعريض هذه المساحة للضوء المباشر عبر توجيه الكتلة بالتوازي مع مسارات ضوء الشمس المختلفة، ومن ثم طرح الضوء الناتج عن كتلة المنزل الشبيهة بكتلة منازل المزارع وفقاً لمجموعة من ضوابط التخطيط في ملبورن إلى أقصى ارتفاع والذي يبلغ 9 أمتار، وبذلك أصبح السطح الناتج عن هذه العملية حاجزاً خارجياً لدرء أشعة الشمس ودرابزيناً لدعم الطابق العلوي والواجهة الغربية.
أما في داخل المنزل فقد تم تخصيص غرفة للمعيشة في الطابق الأرضي وغرفتي نوم وحمامات في الطابق الأول فضلاً عن مساحةٍ للعليّة مطلّة على المدينة، من جهةٍ أخرى تمت الاستفادة من الواجهة الخلفية المصنوعة من الأخشاب الاصطناعية المستدامة كدرابزين وكمنصةٍ للمراقبة وأخيراً وليس آخراً كانت لها أهميتها الكبيرة في عملية التظليل والحماية من أشعة الشمس، في الوقت الذي شغلت فيه الجدران الجانبية كسقفٍ للمنزل.
بالوصول إلى التقنية المستخدمة في تصميم Foyn-Johanson فقد تم استخدام النموذج الرقمي في إنشاء الرسومات الأولية بالاستعانة بتقنية الرسم ثنائي وثلاثي الأبعاد مع استمرار المقارنة ما بين الرسومات الظاهرة على شاشة الكمبيوتر وما بين التنفيذ الهندسي في الموقع خلال مرحلة البناء.
أخيراً نلاحظ وقد ساهم استخدام برنامج Tamasoft من Pepakura الذي يتبع تقنية الأوريغامي الشهيرة بنجاح عملية البناء، ولا ننسى هنا أهمية مقارنة الرسومات المطبوعة على الكمبيوتر مع تلك المطبقة على أرض الواقع لضمان إدراكٍ كامل لتسلسل عملية التصميم من قبل البناة والمقاولين.