متحفٌ في كولومبيا يحتفي باستقلالها ويحيي ذكرى ضحايا الصراع

6

لتخليد ذكرى استقلال كولومبيا الذي مر عليه مئتي عام، تم طرح اقتراح لتطوير مشروعٍ عمرانيٍ بهدف خلق تأثيرٍ اجتماعيٍّ وبيئيٍّ على قطاعٍ في المدينة عانى على مدى السنين من تدهورٍ كبيرٍ بسبب الغزو الإسكاني الذي واجهه وسوء استخدام المصادر الذي طاله بتكرارٍ واستمرار. لذا جاء اقتراح تصميم متحف لتخليد ذكرى ضحايا الصراع في كولومبيا كجزءٍ من مشروع الخطة الرئيسة حاملة اسم PUI المركزية في ثاني أكبر مدن كولومبيا وهي مدينة ميدلين.

حيث سيشكل هذا المتحف قسماً من المجمع الأكبر الذي سيتضمن مرافق ترفيهية ومسرح مفتوح وشلالٍ تفاعليٍّ من المياه المتلألئة. إذ تم توكيل المشروع لشركة التطوير العمراني EDU لتقوم مجموعة كبيرة من مصممي كولومبيا بالإشراف على عملية التصميم، حيث يكون من المزمع إنهاء العمل على المشروع مع بداية العام المقبل.

وبتقسيم المتحف إلى ثلاثة طوابق سيتضمن الطابق الأرضي مساحات العرض، في حين يحتضن الطابق الأول قسم الأرشيف، وتتجمّع قاعة المحاضرات مع المقهى ومساحات ورش العمل والمكاتب في القبو.

هنا نشير إلى أنه سيتم تدعيم البناء داخلياً برواقٍ بأعمدة وألواحٍ من الإسمنت المسلح، إلى جانب هيكلٍ معدنيٍّ خارجيٍّ يدعم الواجهات والسقف. وعلى ذكر السقف ننوه إلى أن الإضاءة الطبيعية ستتغلغل إلى الفراغ الداخلي بشكلٍ غير مباشرٍ لتصل إلى قسم الأرشيف المتوضع في الطابق العلوي.

أما عن معايير التصميم فلا يمكننا أن نغفل استجابتها لمتطلبات إعادة تجديد عنصرٍ تاريخيٍّ وطبيعيٍّ مثل منطقة سانتا إلينا الجبلية الطبيعية، التي تمثّل في نفس الوقت مصدراً مائياً هاماً لذاكرة شعب ومواطني المدينة. بالإضافة إلى المساكن الأولى التي تم تشييدها في الموقع، والتي أوصلت المدينة إلى المستوى التطويري الذي نراها عليه اليوم. وهكذا فإن هذه العناصر قد جسّدت المحور الموّجه الأهم في المشروع من خلال استرجاع المعنى التاريخي للمنطقة.

يطوّر هذا المشروع ما يقارب 21,620 متراً مربعاً من المساحات العامة، التي يسعى من خلالها إلى تحقيق تجديدٍ وإحياءٍ ماديٍّ وبيئيٍّ لمنطقة سانتا إيلينا. وكما أشرنا آنفاً، فإن المشروع سيعتمد على حدود هذه المنطقة لتكون الكتلة والهدف الرئيسين في عملية خلق المساحات العامة. وطبعاً سيتم ذلك من خلال زرع كميات كبيرةٍ من النباتات المحلية، وتطبيق أحدث تصاميم المناظر الطبيعية، بالإضافة إلى تقوية القطاع كمنطقةٍ جديدةٍ لمرافق الاستجمام والترفيه، تتضمن مسرحاً مفتوحاً مزوّداً بمرجٍ طبيعيٍّ وعرضٍ رقميٍّ تفاعليٍّ للمياه.

وختاماً يأتي المتحف كجزءٍ من الخطة تحت اسم “متحف بيت إحياء الذكرى” ليعطي إحياء ذكرى ضحايا الصراعات العنيفة في كولومبيا والعالم أجمع مكانةً خاصةً.

ترجمة وتحرير مي الصابوني

إقرأ ايضًا