وكأنه صخرة من صخور الصحراء في مغنوليا، يرتفع فندق يلو ريفر على مشارف النهر الأصفر هناك، فقد ارتأى معماريو Sunlay الاستفادة من البيئة الساحرة في جنغر بانر وتصميم فندقٍ يحاكي أشكال الصخور المنتشرة هناك، كما وشكل وقوع الفندق بين الصحراء وبين النهر تناقضاً قد يغري أي معماريٍ بالإتيان بتصميمٍ هندسي مبتكر، والنتيجة فندق على شكل صخرة نصفها مغمور في الصحراء والآخر بارز بكل شموخ قبالة النهر، يتغير لونها بتعرضها للعوامل الجوية!
قد تبدو هكذا تصاميم مكررة للوهلة الأولى، فكم سمعنا من قبل عن مبانٍ دمجت وبيئتها، ولكننا ما نلبث أن نتفاجأ بأن هذا الفندق استطاع أن يخاطب -عدا عن البيئة- السياق العمراني والمعماري في جنغر بانر حتى بات وجهةً مفضلة ممن يبحثون عن الأصالة والعصرية في آنٍ واحد، حيث تم، على سبيل المثال، إكساء فندق يلو ريفر أو النهر الأصفر بحجارةٍ محلية ذات لون شبيه بلون رمال الصحراء، مما جعله يبدو كصخرةٍ من صخور الصحراء في مغنوليا، كما ولهذه الحجارة قدرة عجيبة على تغيير لونها حسب كل فصل، مما أخرج الفندق من مأزق التكرار وأضفى عليه شيئاً من العصرية.
فلم تكن النية الدمج هنا، بل تثبيت أقدام الفندق بقوة في الموقع، دون أن يبدو غريباً عن السياق العام، حيث فسحت هندسة يلو ريفر البسيطة المجال أمام مرتادي الفندق بمشاهدة النهر الأصفر عن كثب دونما عرقلة عبر الواجهة الشرقية، مما حوّل فكرة العيش في الصحراء من حلمٍ إلى واقع، من خلال التركيز على خصائص الموقع الفريدة.
وحال الواجهة الشرقية هي حال جميع أجزاء الفندق، فقد قام فريق Sunlay قبيل الشروع في أعمال التصميم باختيار موقعٍ استراتيجي يكون بمقدوره الاستفادة من النهر والصحراء من جميع الجهات، حيث نلاحظ عند زيارة يلو ريفر بأن البيئة الخارجية مرئية من الداخل، بل وتسري عبر كافة أرجاء الفندق، في محاولةٍ لربط الداخل مع الخارج.
وإن كنا قد تحدثنا عن حجارةٍ محلية بالنسبة للكسوة، فإن ذلك لا يشمل كافة الواجهات، فقد تم إكساء الواجهة الشرقية مثلاً بالزجاج لتأمين أكبر قدر من الشفافية، وبالتالي أفضل إطلالة على النهر، وهنا نلاحظ بأن الغرف المعدة لأهم الشخصيات قد تم تكديسها معاً على نحوٍ متدرج مثل قطعة كريستالية، حيث تبدو من بعيد وكأنها صخرة تعرّضت لعوامل التآكل القوية.
يسترعينا هنا وجود قاعة كبيرة لتناول الطعام، تمكّن الزوار من الاستمتاع بوجبتهم المفضلة وفي أحضان هذا التقاطع الرائع بين الصحراء والأراضي الرطبة التي يتخللها النهر الأصفر، كما وتم بناء مركز للمؤتمرات وآخر للمعارض على طول هذا المشهد الطبيعي، لينجح بذلك فريق Sunlay بإدخال عنصر طبيعي مرة أخرى على تصميم الفندق، ولكن على نحوٍ مبتكر.