سوقٌ Barceló “المؤقت” في مدريد..لفتة معمارية جديرة بالثناء

6

تعود هذه الصورة إلى سوق Barceló المؤقت في مدريد، وهو إحدى إبداعات مكتب التصميم الاسباني Nieto Sobejano Arquitectos لصالح مجلس المدينة، حيث تم إرساء هياكل السوق المميز في وسط مدينة مدريد في الوقت الذي تشهد فيه هذه المنطقة إنشاء العديد من المباني، كمركزٍ للتسوق ومركزٍ رياضيٍ ومكتبة.

أما مبنى السوق المؤقت هذا فيتألف من ستة مبانٍ مرتبطةٍ مع بعضها البعض يتمتع كل واحدٍ منها بشكلٍ خماسي الأضلاع، حيث تم إكساء كل مبنىً من هذه المباني بألواحٍ كربونية شفافة، ليتم في النهاية استخدام هذه الهياكل في بقعةٍ أخرى من المدينة حالما يتم الانتهاء من تنفيذ المباني الدائمة.

ويعتبر سوق Barceló والمشاريع الموجودة في المنطقة في الواقع نتيجةٍ للعديد من المشاريع المتنوعة الأخرى، فهو أشبه ما يكون بمزيج عمراني للعديد من التصاميم المختلفة، والتي تقوم مجتمعةً بإثراء وسط المدينة في مدريد، حيث نشأت فكرة التصميم الخلاقة من تعريف المناطق الجديدة التي تربط وتصل الكتل المختلفة والوظائف المتوَقعة في المستقبل من السوق ومراكز البيع والمركز الرياضي والمكتبة العامة ومصف السيارات بالإضافة إلى السوق المؤقت والمناطق الخارجية، ليظهر في النهاية شكل التجمع المبني عبارة عن ثلاثة هياكل مستقلة مرتبطة مع بعضها البعض من خلال ساحةٍ عموميةٍ جديدة.

وبالحديث عن السوق الذي يمثل قلب المشروع بأكمله، فإنه يظهر على شكل هيكلٍ مستقلٍ بحد ذاته، ويقع عند نقطة تلاقي الواجهات المختلفة المفتوحة على calle Mejía Lequerica و calle Beneficiencia، أما المكان الأكثر تميزاً في هذا السوق الضخم هو ممر التسوق الداخلي والذي يمثل تناقض التماثل العمودي، حيث تم تنفيذه بوحي ٍمن مراكز التسوق العمرانية الضخمة المنتشرة في الماضي، والتي كانت تقوم بالتركيز على حركة المرور الأفقية والعمودية في المبنى.

وبالنظر إلى أعلى المبنى يظهر الجناح الرياضي مرتفعا ًفوق السوق، أما السقف فهو عبارة عن ساحةٍ كبيرة بوحيٍ من أسطح مدينة مدريد، بينما تطل المكتبة العمومية على ملعب المدرسة المبني تماماً بجانبه بهدف دمجها مع المحيط العمراني، حيث تتمتع بنفس المواد والكتل المستخدمة في بناء السوق والمركز الرياضي.

ومن الجدير بالذكر بأن الشكل الهندسي للمباني المختلفة وواجهاتها تثبت أنه وعلى الرغم من وظائفها المختلفة، فإن المباني الجديدة تعود إلى نفس الفترة ونفس المكان، حيث تم صنع الواجهة من عددٍ كبير من قطع الزجاج المصقول وهو على الأغلب من زجاج opaline الأبيض، كما وتقوم هذه الواجهة بربط السوق ذو الطراز العمومي والمركز الرياضي والمكتبة وبالتالي ربط كتلة البناء كلها.

وهكذا فإن أسلوب البناء في ساحات de Alonso Martínez العامة في برشلونة بالإضافة إلى الشوارع المجاورة ذات الأرصفة والتجهيزات المشتركة، كلها تذكرنا بالتطور الجذري واللطيف في نفس الوقت الذي أصاب الجوار في الماضي، فهو أشبه ما يكون بنسخةٍ متصاعدة عن الحياة المدنية، حيث توجد أماكن خاصة بالمعيشة و الدراسة والتعلم والتسوق والتسلية إلى جانب أماكن ممارسة الرياضة والقراءة والتنزه وربما الاستراحة، ليظهر المبنى الجديد والمناطق الخارجية المحيطة به في النهاية على شكل أحجيةٍ مفاجئة، لا يمكن أن نصل إلى حلها إلّا في حال وُضعت كل قطعة في مكانها المناسب.

وأخيرا ً فإن مبنى السوق المؤقت سوف يُستخدم في الوقت الذي ما تزال أعمال بناء المباني الجديدة قيد التنفيذ، كما ويظهر هذا السوق كمرفقٍ عمراني يمكن أن يعاد تدويره مبيناً قدرة عملية البناء المؤقت على التأقلم تبعاً للبيئة.

فكون هذا المبنى يضم العديد من المخارج التي يجب الحفاظ عليها، تقسيم المبنى إلى ستة مساحات ٍأرضية مضلعة مختلفة الارتفاعات والمخارج، وذلك بهدف إبقاءها مستقلةً عن بقية المباني المحيطة، وقبل الختام لا يسعنا سوى الثناء على الأيادي المبدعة التي قامت بتصميم السوق الفريد من نوعه والذي ساهم بإثراء وسط مدينة مدريد بطريقةٍ فريدةٍ من نوعها.

إقرأ ايضًا