حوار فراغي بين العمارة الحديثة والتقاليد الفارسية في فيلا إيرانية

11

في حوارٍ فراغي بين العمارة الفارسية التقليدية والطراز المعماري الحديث, قام Pouya Khazaeli Parsa بتصميم الفيلا الخاصة به في إيران، مع مساهماتٍ فريدة لزوجته في عملية التصميم، بالرغم من أنها رسامة وليست معمارية, ونتيجة لذلك كان تصميم هذا المنزل عبارة عن فرصة للثنائي لامتحان فكرتهم الفراغية الجديدة.

يقع المنزل في قريةٍ صغيرةٍ في القسم الشمالي من إيران بالقرب من بحر قزوين, على أرضٍ خضراء رطبة تناقض بمناخها بشكلٍ كبير مع المناخ العام في طهران, حيث يمثل هذا المكان مقصداً لقضاء عطلة الأسبوع, خاصةً أنها تبعد حوالي ثلاث أو أربع ساعات عن العاصمة طهران.

الفكرة:

لطالما لاحظ Parsa شيئاً غريباً يميز من يعيشون ببلدٍ كإيران, فمثل هذه البلدان تتمتع بتاريخٍ غني بالثقافة والعمارة يعود إلى 400 سنة, ولكن فجأةً وفي فترةٍ وجيزةٍ جاءت الحداثة، وتغير كل شيء؛ فقد الناس ثقافتهم ولم يفهموا الحداثة، بل قاموا بالتحديث فقط.

لهذا السبب جاءت محاولات المصمم لخلق عمارةٍ جديدة مرفقة بنوعياتٍ فراغية, بحيث لم تكن فارسية ولا حديثة, لكنها تضمنت كلتا الصفتين معاً. وللتوصل إلى هذا الحل جاء تصميم المنزل مكوناً من مساحةٍ حرة موجودة في الطابق الأرضي ممثلةً العمارة الحديثة (أو بالأحرى الجذور المعمارية الحديثة) من جانب.

أما من جانبٍ آخر، فقد جاء الطابق الثاني ليجسد نوعية المساحة المحاطة بالجدران من الأعلى، والموجودة في إيران. حيث تنفتح هذه المساحة عمودياً على المركز باتجاه السماء والأرض, بمشهدٍ يمكن ملاحظته تقريباً في كل أنواع العمارة الفارسية.

ويأتي بعدها القسم الأكثر أهمية في المساحة؛ وهو القسم الموجود في الوسط (أي الطابق الأول), فهنا تماماً يبدأ الحوار ما بين العمارة الحديثة المتجسدة في الطابق الأرضي والعمارة الفارسية المتجسدة في الطابق الثاني, حيث يتم خلق مساحةٍ جديدة في الوسط تجمع بين الصفتين السابقتين، ولكن تكون في الوقت نفسه مختلفة تماماً وبشخصيةٍ مستقلة، أطلق المعماري عليها اسم مساحة Modersian؛ أي المساحة الجامعة للحداثة modern والطابع الفارسي Persian.

وفي الختام يطرح المشروع بعض الأسئلة:

السؤال: كيف يبدأ الحوار بين كلٍ من الصفتين الفراغيتين المذكورتين أعلاه؟

الجواب: يبدأ الحوار عبر المصباح الزجاجي والضوء القادم عبره.

السؤال: هل من الممكن تغيير هذه الصفة الفراغية الجديدة الناتجة في الوسط (الطابق الأول) لتصبح أشبه بالطابق الأرضي أو أشبه بالطابق الثاني؟

الجواب: يمكن الخلاص لهذه النتيجة عبر الأبواب القابلة للطي والموجودة في الطابق الأول لتسيطر على هذه الصفة, ففي حال كانت هذه الأبواب مغلقة, سيصبح لدينا مساحةً مركزية مع ضوء ينير الوسط وتركيزٍ على الاتجاه العمودي نحو (السماء والأرض). وعلى العكس، عندما تكون الأبواب مفتوحة نحصل على التركيز الأفقي والمساحة الحرة.

إقرأ ايضًا