بيئة عمل مثالية للمعماريين!

7

ترى ما هي تلك البيئة الإبداعية التي تحث المعماريين على الابتكار والخلق؟

هذا هو السؤال الجوهري الذي كان على معماريي Projektil الإجابة عليه لدى تصميمهم لاستديو معماري يمتد على مساحة 200 متر مربع في العاصمة التشيكية براغ.

طبعاً كان الضوء الطبيعي والمساحة الواسعة والبيئة الملهمة من أولى أولوياتهم؛ ولكن الغريب هو المكان الذي اعتبره فريق التصميم مرشحاً مثالياً للتوصل لهذه النتيجة… مبنى قديم كان فيما مضى عبارة عن سجن تحول في المستقبل إلى ورشة طلي بالورنيش ومن ثم لاستديو نحت، ليجده فريق العمل حالياً بهيئة ورشة حدادة!

ومما لا شك فيه أنه قد تعرض للعديد من التجديدات والتعديلات، لذا لم يبقَ من المبنى التاريخي القديم والثمين شيء يذكر…

إلا أن فريق Projektil الخلاق تمكن من التوصل لقراره بعد إجراء عمليات المسح وبعض التقييمات اللازمة، حيث قرروا هدم القسم الأساسي من المبنى القديم, فقد تم تحويل المبنى المكون من طابق واحد على شكل حرف U إلى كتلةٍ من طابقين بمخططٍ بسيطٍ مستطيل الشكل.

وهكذا بات المكان يحتضن في الطابق الأرضي غرفةً للاجتماع وورشةً لتصينع النماذج إلى جانب دورة مياه, أما في الطابق العلوي فقد وضعت مساحة المرسم المعماري الكبيرة والمفتوحة, حيث تنعم جميع المساحات بالضوء الطبيعي الداخل عبر النوافذ المواجهة للساحة الخارجية وعبر ملقفٍ طولاني.

تم وضع المرسم خلف الفناء ليتم الدخول إليه من الشارع عبر ممرٍ موجودٍ داخل المبنى السكني القديم. أما عن الجدران الحجرية والقرميدية الثلاثة التي تم الإبقاء عليها من المبنى الأصلي فقد وُضعت على حافة الفناء الخارجي.

واستكمالاً لعمليات التجديد تم تأطير الكتل الجديدة بألواح خشبية صلبة, وتم حشرها في المساحة لتحددها الجدران القديمة, في الوقت الذي تم فيه صنع الكسوة الواقعة بين العناصر الخشبية الحاملة للجهد من ألواح إسمنتية مقاومة للنار، ليتمتع المبنى بواجهة واحدة مواجهة للفناء الخارجي بفضل موقعه المحدد بالجدران الحجرية، التي تكملها ألواح الفايبرغلاس والراتينج العازلة ونصف الشفافة المستخدمة في الكسوة والسقف قليل الانحدار.

أخيراً يمكننا القول أن كسوة المبنى خفيفة الوزن تتناقض مع الجدران الحجرية الثقيلة لتدعم المفهوم الداخلي معتمدةً على الأساسات المكشوفة الداعمة للكتلة, ونتيجةً لذلك يرتبط السقف الداخلي في الطابق العلوي فكرياً وظاهرياً مع مساحة الفناء الخارجي.

إقرأ ايضًا