اسفنجة كثيرة المسامات تؤوي طلاب معهدٍ تقنيٍّ بأميركا

8

بدأ مشروع Simmons Hall عندما طلب معهد ماساتشوستس للعلوم التقنية بأميركا “Massachusetts Institute of Technology” من المعماري Steven Holl عام 1999 أن يصمم سكن منامةٍ لطلاب الكلية، وقد كان لدى القائمين على المشروع هدفٌ واحد: أن تحث المساحات داخل وخارج البناء على التفاعل بين الطلاب. وفي الوقت الذي ركزت فيه كلية MIT على البناء واستخداماته ووظائفه، كان Holl يطمح إلى خلق مبنىً لا يُنسى. وهكذا شمخ المبنى حاملاً بين جنباته رؤية MIT وأفكار Holl الفنية المعمارية. وقد أصبح سكن الطلاب ذو الطوابق العشر مدينةً صغيرةً بنفسه، بعناصرٍ معماريةٍ متوازنةٍ ومتعارضة، كالتباين بين الصلابة والفراغ والكتامة والشفافية على واجهته.

كان الحل المعماري الذي عمل Holl على أساسه هو أن يتم تصميم Simmons Hall كبناءٍ يعمل كإسفنجة، فيكون البناء ذا تركيبٍ مساميٍّ فينفذ الضوء من خلاله عبر سلسلةٍ من الفتحات الكبيرة التي تصفّي الضوء وتوزعه في الأجزاء الداخلية من البناء. وستصبح هذه الأجزاء في الداخل بمثابة مساحة التفاعل الرئيسية بين الطلاب موفرةً إطلالات على عدة مستويات. وبهذا الرسم الأصلي، يُشير Holl إلى هذه الفتحات في البناء على أنها رئاتٌ تجلب الإضاءة الطبيعية للبناء دوناً عن حركة الهواء التي توفرها بين جنباته.

ولكن لسوء الحظ، لم يستطع Holl أن يطبق نظام الفتحات هذا على التصميم النهائي لبنية السكن كما كان يضع في باله، وذلك بسبب أنظمة الحرائق. إلا أنه رغم ذلك تم تطبيق نفس التصور لاحقاً وإنما بفتحاتٍ أصغر. وللرئات المنتشرة عبر المبنى هندستها العضوية الديناميكية التي تعمل على تصفيف الأجزاء الصلبة من الهيكل الخارجي المستطيل. وعلى طول هذه الشبكة الخارجية الملونة توجد خمس فتحاتٍ أو فجواتٍ لتعارض البنية الصلبة التي تستجيب للمداخل الرئيسية والممرات والشرفات الخارجية.

وكما ذكرنا فقد كانت رغبة MIT بأن تعزز التفاعل والاندماج بين الطلاب وأن تجعل منها القوة الدافعة وراء جعل Simmons Hall شريحةً من المدينة. وليس المشروع الممتد على مساحة 195000 قدمٍ مربعةٍ مجرد سكن منامةٍ للطلاب يحوي 350 غرفة، بل هو أكثر من ذلك بكثير، حيث يضم مسرحاً يتسع لـ 125 مقعد، ومقهىً ليلي ومطعم على مستوى الشارع. ويبلغ عرض الممرات الداخلية 11 قدماً لتعزز إمكانية الظروف العمرانية في الداخل.

أما وفرة النوافذ فقد خلقت تنوعاً في الإضاءة على الواجهة تبعاً للغرف المشغولة وتلك الخاوية مما يُذكر الناظر بمشهد المدينة في الأفق من بعيد. كما تُفعم هذه النوافذ المساحات الداخلية بالكثير من أشعة الشمس والهواء الطبيعي ليتغلغل إلى كل غرفة. وبنظرةٍ عن قرب نجد أن لكل غرفة تسع نوافذ قابلة للفتح والإغلاق، وجداراً بسماكة 18 انش سامحاً لشمس الشتاء بتدفئة البناء وإبقاء الغرف مظللة وباردة خلال أشهر الصيف.

لقد صمم Holl لمعهد ماساتشوستس التقني صندوقاً أُحادياً مخرماً يحوي فراغاتٍ تسمح للضوء بالتوغل فيه، وقد قابل تصميم Holl طموحات MIT وتوقعاتهم لبيئةٍ أكثر تفاعليةٍ بمساحاتٍ جميلةٍ داخل مدينة صغيرة قائمة بذاتها. فكان البناء “بديهي وعقلاني” على حدٍ سواء، خالقاً ظروفاً حيويةً مُضاءة داخل هيكلٍ مغلقٍ تماماً.

إقرأ ايضًا