رقصة فلامنكو تستحق التصفيق بكل جدارة

7

حركات… إيماءات… تعابير الراقصين، كل ذلك وأكثر سوف تختبره عزيزي القارئ حالما تطأ أقدامك متحف الفلامنكو العالمي (ISMOF) في إسبانيا، فقد استطاع فريق MUS أن يعكس من خلال التصميم الخارجي أجواء عالم الفلامنكو المثيرة بحذافيرها من حركة أجساد الراقصين وسرعة خطوات أرجلهم إلى الكشاكش التي تزين فساتين الراقصات!

وما إن تدخل إلى المتحف، سوف تكمل الموسيقى الإيقاعية والديناميكية تلك الأجواء التي طالعتها في الخارج، وسوف تشعر للحظة بأنها موسيقى تصويرية لراوية إسبانية خيالية برع فريق MUS في سردها، بل وتفنن من خلالها، بتعريفنا بثقافة الفلامنكو.

ويمكننا القول بأن الموقع، بغض النظر عن شكل البناء، استطاع أن يعكس روح تلك الرقصة الشهيرة، كما وينطبق الأمر ذاته على المساحات الداخلية والخارجية التابعة لبناء ISMOF، إذ يستجيب شكل البناء لارتفاع التضاريس المتنوعة، فيرتفع وينخفض كما ترتفع وتنخفض موجات الصوت.

ففي الطابق الأرضي، سوف تلاحظ بأن الكتلة ترتفع لتكشف عن ساحة واسعة مشكلةً ما يشبه الأشرعة لحماية تلك الساحة، التي تعتبر مقدمة للمساحات الداخلية، حيث تنفصل تلك الأخيرة عن الخارجية فقط من خلال فاصل زجاجي. نتيجة لذلك، تبدو المساحات الداخلية والخارجية متداخلة فيما بينها تظللها الكتلة المتماوجة من الأعلى.

ولم يتطلب الأمر سوى رفع الزوايا لجعل المساحات المحيطة مفتوحة على الساحة المظللة، وهو ما أدى إلى تشكيل ساحة علوية تشبه “الوعاء”، وفي حال أردت الوصول مباشرةً إلى هذه الساحة من جهة الشمال أو من الجنوب، ما عليك سوى أن تسلك الممر المنزلق الذي تم تنفيذه على مستوى التضاريس.

فقد تم تضمين مساحة للحديقة في هذه الساحة بالإضافة إلى منطقة ترفيهية ومدرج في الهواء الطلق، ولكن الأهم من ذلك كله، استغلال كون الساحة مفتوحة واستخدامها كمساحة لمختلف الأحداث الفنية، في الوقت الذي يقع فيه المتحف وتراس فيقع في أعلى جزء من المبنى.

ولا نحاول هنا إبراز الساحة كأبرز أجزاء المشروع، فنكون بذلك مجحفين بحق الأسطح الصلبة في التصميم الخارجي، والتي تشكل جانباً هاماً للغاية من المشروع، فعدا عن تصوير الحركة والديناميكية التي ترافق عادةً أجواء رقصة الفلامنكو، قام فريق MUS بتصوير الكشاكش التي تزين فساتين الراقصات خلال تصميم الأسطح الخارجية.

والتي تشبه أي الكشاكش- الشقوق في الصخور المتآكلة فضلاً عن بعض الملاجئ المعمارية الزخرفية، حيث قام الفريق بإحداث عدة طيات متداخلة فيما بينها بشكلٍ عشوائي، نجحت بالتخفيف من خشونة السطح الصلب من المبنى.

كما ويتبع نظام الألوان لهذا المشروع، وهو بالمناسبة نظام طبيعي وخام يتألف من الطين أو الحجر، ألوان الصخور الطبيعية الموجودة بكثرة في الموقع، ولكنها هاهنا –أي الألوان- تتفاعل بقوة مع الضوء الطبيعي مبرزة الديناميكية داخل المبنى، فتارةً تكون قوية وتارة منخفضة حسبما تقتضي الحاجة.

أفلا تتفق معي بأن فريق MUS يستحق التصفيق، خاصةً أنه يعمل حالياً على تعديل الاقتراح بحرارة التصفيق الملازم للفلامنكو، إذ يحكى بأن وظيفة المصفقين هي إعطاء الدعم للراقص.

إقرأ ايضًا