جاء هذا التصميم الجديد لمحطة الترام في مدينة غراتس النمساوية، لمواجهة الأعداد المتزايدة من المسافرين في محطة غراتس المركزية، وإعادة تنظيم حركة المرور المحيطة بها، حيث جاءت محطة “Europaplatz” لحركة المرور المحلية، لتطيح بقطارات وشاحنات الترام الموجودة في واجهة المحطة الواقعة تحت الأرض، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الاستخدام وجعل شبكة المشاة أكثر جاذبية.
من جهةٍ أخرى فقد ساهم عدد القطارات والشاحنات الكبير إلى جانب وسائل النقل العامة في المدينة العمرانية والمناطق المحيطة بها، بتقديم فرصة لتطوير مركزٍ متعدد الوظائف داخل المدينة، جنباً إلى جنب مع المحطة المركزية، التي تعتبر بؤرةً للتواصل العمرني، يصبح فيها التوقف متعةً بحد ذاته.
إنها باختصار وليدة جهدٍ متواصل من معماريي Zechner & Zechner، الذين استطاعوا تلبية أهداف العميل ابتداءً من إعادة تنظيم خطوط الترام وتحسين العلاقة بين الترام والحافلات وخطوط القطارات، وانتهاءً بتخفيف حركة المرور في المقاطعات القريبة، بالإضافة إلى إنشاء ساحة جذابة وطبعاً قريبة من المحطة.
كما ويتيح التصميم الجديد تطوير ممرات الوصول الخاصة بالمشاة إلى جانب تأمين مسارات جديدة للدراجات مصحوبة بمصفاتٍ تكفي الجميع، فضلاً عن تطوير المناطق الخضراء، وبذلك يمكن للسكان المحليين التنزه هنا، عوضاً عن الذهاب إلى الحدائق العامة، بينما تم تخصيص مناطق مغطاة تُمكن الراغبين الانتظار بكل أريحية في الهواء الطلق.
ونلاحظ أيضاً بأن محطة الترام على الرغم من وجودها تحت الأرض تكون مفتوحةً فوق مسار النقل، الأمر الذي يمنحها إضاءةً وتهويةً طيبعية وجوٍ مريح، أما أسطح مساحات المحطة، فنراها مقوسة في الغالب، كما ولو قطعت من الأرض، بينما يستمر هذا التقوس على كامل الأسطح. ومن ناحيةٍ أخرى تتيح المحطة الجديدة الفرصة أمام صورةٍ غير متماثلة من الساحات الأمامية ومخططات الطرق القديمة غير المرضية.
أما سقف الساحة الأمامية فيعتبر العنصر الأكثر أهميةً في التصميم، إذ يتميز بشكله البيضاوي على شكل قرصٍ دائري الشكل، مشكلاً بذلك حلقةً مغطاة بين ساحة المحطة الأمامية ومواقف الباصات، في حين يستمر نمط المحطة المخطط حتى مستوى الساحة، ليتغير تدريجياً في مناطق مختلفة ليصل إلى المناطق الخضراء، بتصميمٍ مختلفٍ كلياً.
أخيراً سوف يؤدي هذا المشروع دون أدنى شك إلى تطوير ممراتٍ جديدة للوصول، إلى جانب العديد من مواقف الدراجات أمام المحطة، ولا يقتصر أبداً على مجرد تغطية الاحتياجات الفعلية للمشاة، والتي تعتبر طرقاً قصيرة تقودهم إلى وجهاتهم، ولكنه أيضاً يعمل على تأمين سلامتهم وتحويل دقائق الانتظار إلى تجربةٍ مغرية في كل مرة.