مطعم لوليتا

2

انتهى فريق لانغاريتا نافارو من مطعم تصميم لوليتا على جانب الطريق وبالتحديد على تقاطع الطريق السريع بالقرب من سرقسطة الإسبانية، وقد كان الغرض من وراء هذا المشروع تغيير الصورة التقليدية للاستراحات الطرقية وتأمين مرفقٍ مرنٍ للجميع ابتداءً من سائقي الشاحنات وحتى الطلاب المحليين.

يمتاز هذا المطعم بمجموعةٍ من الأشكال البيضاء وأخرى ذات كسوة خشبية بوحيٍ من المباني الصناعية المجاورة، فضلاً عن واجهة مفتوحة لتكون أقدر على تلبية طلبات المارة من على الطريق في الوقت الذي تم ترتيب أماكن تناول الطعام لتأمين الإطلالة المثلى على المناظر الطبيعية من الحصى والأشجار.

فقلما نسمع عن استراحاتٍ طرقية مرموقة والتي عادةً ما تكون مهملة ونقصد هنا من الناحية المعمارية على الرغم من دورها الكبير كبنيةٍ تحتية ونقطةٍ للاستعلام تستقبل يومياً أعداداً هائلة من الناس المارين بالطريق السريع، ولا ننسى صورة الاستراحات الطرقية التي ارتبطت بثقافة الأفلام وحتى الرويات الأدبية التي لم تكن كما يجب.

أما في السنوات الأخيرة فقد شهدت هذه الاستراحات تطويراً في كتلتها المعمارية ولكن للأسف لم يتعدى الأمر هنا الكسب التجاري وزيادة عدد الخدمات، قبل أن يتخذ معماريو لانغاريتا نافارو على عاتقهم مواجهة هذا التحدي وبناء كتلةٍ منظمة قادرة على تلبية كافة المتطلبات والنشاطات وبالتالي تحويل الاستراحة الطرقية إلى بنية تحتية محترفة في تقديم الوجبات واستقبال كافة الأحداث.

وقد استفاد فريق العمل من الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به استراحة لوليتا بين الطرق التجارية التي تصل مدريد مع لشبونة وفالنسيا مع بيلباو على بعد بضعة كيلو مترات من بعض البلدات وعلى مقربةٍ من حرم جامعة EUPLA.

فقد كان الهدف من وراء هذا المبنى استغلال مجموعة متنوعة من الأنشطة ابتداءً من حضور مجموعاتٍ مختلفة من المستخدمين وانتهاءً بتنويع الأنشطة حسب المدة التي قد يقضيها هؤلاء المستخدمين؛ فمن قهوة الصباح التي لا تستغرق من الزائر عشرة دقائق إلى وجبة الغداء التي يتناولها الزبائن عادةً ممن يسلكون الطرق التجارية يومياً، كما ويستقبل لوليتا السائقين وعمال النقل ممن ينشدون الاستراحة ناهيك عن الطلاب الذين يرتادون المطعم في فترة بعد الظهر للاستفادة من شبكات واي فاي، أو حتى هؤلاء ممن يرغبون في حجز المطعم بأكمله طوال اليوم لإقامة حفلة أو ما شابه ذلك.

من جهةٍ أخرى يمكننا تصور المطعم وكأنه مساحةٌ تراكمية من التجارب استطاعت ومن خلال ربط نظامين مستقلين ومختلفين بأن تستكشف مدى توافق النموذج المعماري المفتوح مع المساحات المحددة التي يتطلبها التصميم، وكانت النتيجة عبارة عن مساحةٍ متتابعة ذات هندسة غير نظامية تتخللها الساحات حيث يسمح الأثاث والإضاءة المرنة بتنظيم المساحة في شكلٍ مختلفٍ كل مرة.

ونصل إلى داخل المطعم لنلاحظ غلبة الألواح الإسمنتية شبه المثقبة فضلاً عن ظهورٍ قوي للخشب والزجاج والكربونات في الجدران، كما وتظهر الواجهة على شكل مقطعٍ متغير أو شريطٍ مزدوج استطاع هو الآخر أن يؤسس لعلاقةٍ متغيرة وديناميكية مع المساحة الخارجية؛ حيث تفسح هذه الواجهة المجال أمام إطلالةٍ ساحرة على الأراضي المحيطة فضلاً عن قدرتها على خلق مجموعة من الانعكاسات باللعب على الأسطح الشفافة.

وفي تفاصيل بناء الواجهة تم تنفيذها باستخدام مجموعة من الصناديق المصنوعة من ألواحٍ يبلغ طولها ثمانية أمتار والمدعمة بجدرانٍ من الطوب لتضم في داخلها مختلف أنواع الأنشطة، وبالوصول إلى الداخل سوف تلحظ عزيزي القارئ العديد من العناصر المأخوذة عن الثقافة الشعبية في إسبانيا ليرتبط التصميم مع محيطه عبر المشاهد المجزأة والمختارة بعناية مما فسح المجال أمام الأسطح الكبيرة النافذة لأن تُستخدم كدعامة للافتات الطرقية.

وأخيراً فقد نجح المشروع وبوحيٍ من النقاط المرجعية المجاورة مثل الأماكن الصناعية والبيوت البلاستيكية بالإضافة إلى مصفات الشاحنات وعلامات الطريق بتوسيع مفهوم الاستراحات الطرقية لتصبح أقرب إلى البنية التحتية العامة.

إقرأ ايضًا