مغارة جديدة للتأمل

18

تجسد هذه التركيبة الماثلة أمامكم من تصميم فريق METALAB المعماري محاولةُ لتخليد مفهوم مغارة الكائن الجديد أو مغارة التأمل، الذي تبناه المعماري النمساوي العريق فريدريك كيلسر في فترة الستينيات، فمع انتشار التراكيب المعمارية التي تحاكي الأشكال العضوية بقوة في أوائل القرن العشرين، أراد كيلسر رفد بلدة نيو هارموني في ولاية إنديانا الأمريكية بصرحٍ معماري يجسد كافة التيارات الفكرية في عصره من السريالية إلى العمارة التقنية البيئية، ولكنه للأسف لم يتمكن من إنجازه.

أما مغارة اليوم التي جاءت برعايةٍ كريمة من السيدة جين بلافر أوين، التي قامت من قبل بمناصرة كيلسر انطلاقاً من رغبتها بالحفاظ على بلدة نيو هارموني التاريخية، فقد استطاعت والفضل لجهود العديد من الأساتذة في كلية Gerald D. Hines المعمارية ومجموعة من الطلاب الجامعيين أن تعيد إحياء مفهوم المغارة الذي تبناه كيلسر، ولكن في قالبٍ معماري رقمي وتقنية بناء عالية الجودة.

كما وقد جاءت هذه التركيبة لتضيف معلماً آخر على حرم جامعة هوستن، وتحديداً بجوار كلية العمارة القديمة من تصميم المعماري العريق فيليب جونسون، كنتيجةٍ للجهود الحثيثة والدراسات المسبقة التي قامت بها مؤسستي كيلسر وبلافر بالاعتماد على مصادر تاريخية موثوقة.

حيث ارتأى فريق العمل أن تجمع مغارة نيو هارموني الجديدة ما بين أفكار كيلسر عن الشد المتتابع والواقعية وما بين طريقة تناوله لحركة البيومورفيسم الفنية والهندسة المتداخلة في التصميم، وذلك بابتكار شكلٍ عضوي بوحي من أشكال كيلسر البحرية، تم تنفيذه على أرض الواقع رقمياً باستخدام تقنية دقيقة ثلاثية الأبعاد.

وتتألف هذه الكتلة الشبكية من عدة صفائح متداخلة مصنوعة من الستانلس ستيل تم تركيبها في الموقع بجوار البركة، أما المرحلة التالية من المشروع فسوف تكشف عن العديد من مقاعد الجلوس الإسمنتية والحصى الطرقية، بالإضافة إلى العديد من المساحات الخضراء التي سوف تغمر سطح المغارة.

وأخيراً لا يسعنا سوى تقديم التحية لمؤسسة بلافر التي أخذت على عاتقها دعم العمارة المعاصرة، وخاصةً أعمال فريدريك كيلسر، رغبةً منها بالحفاظ على بلدة نيو هارموني القديمة.

إقرأ ايضًا