قامت الفلسفة الجديدة للتصميم الذي وضعته C. F. Møller لتحديث بناء كلية University College Vitus Bering Denmark في هورسنس في الدنمارك المنشأة عام 1970، على فكرة تماشي التعليم مع أفكار التصميم جنباً إلى جنب. وتبدو فكرة التصميم الجديدة هذه ابتكاريةً كونها ستقلب البنية المعمارية للبناء السابق ليكون مختلفاً وأكثر فرادة.
وأكثر ما يميز هذا التصميم الذي يحتل مساحة 8,000 مترٍ مربعٍ هو شكله اللولبي. حيث يمكنك مشاهدة الحركة داخل المبنى مع الانعكاسات التي توفرها الواجهة المزججة على مدى الطوابق الستة، فيعكس الدرج الحلزوني داخل المبنى الشكل اللولبي لخارجه.
إذ يُعتبر هذا الدرج بنية المبنى الرئيسية، ويتمركز في منتصفه ملتفاً على كل الطوابق ليترك بصمته المنعشة بلونه الأخضر. و هنا يجدر بنا ذكر فائدةٍ قدمتها انحناءة المبنى، إذ وفرت مخارج طوارئ متعددةٍ في بنيته الرئيسية.
ومع كل هذا الالتفاف والدوران يبقى مخطط المبنى الرئيسي في غاية البساطة والمرونة، ليسمح بتمازج العديد من الاستخدامات والفوائد. حيث يقود الدرج الرئيسيّ الكبير والعملي إلى أماكن تجمعٍ مع الآخرين، وإلى شرفةٍ على السقف مع إطلالةٍ رائعةٍ على Horsens Fjord.
ومن الملفت للنظر في التصميم اختلاف موقع الدرج من طابقٍ إلى آخر، وبالتالي تنشيط القاعة الرئيسية بأكملها عند المدخل الرئيسي للبناء. كما يغطي الردهة الرئيسية سقفٌ يقطعها بشكلٍ قطري، موفراً إضاءةً شمسيةً طبيعيةً للمبنى، في حين يشكّل نصفه الآخر شرفةً كبيرة.
وعلاوةً على كل ذلك، تُعتبر Vitus Bering Innovation Park أحد أوائل المباني في الدنمارك التي تصنف على أنها منخفضة استهلاك الطاقة من الدرجة الأولى. مما يعني أن كفاءتها في تقليل استهلاك الطاقة هو ضعف الحد الأدنى المطلوب من قِبل منظمات البناء الدنماركية.
ويتحقق انخفاض مستوى استهلاك الطاقة هذا من خلال عوامل بنائية معينة، كالنوافذ شديدة العزل وتدعيم تقنيات العزل على جميع الأسطح الخارجية للمبنى. بالإضافة إلى ميزةٍ أخرى يمكن وصفها بنظام التكييف الذكي، الذي يعدّل نفسه وفقاً لعدد الأشخاص الموجودين في كل غرفةٍ على حدى.
وهكذا وعلى الرغم من تفشي عدوى الاستدامة بين المشاريع العمارية، يبدو هذا المشروع متميزاً بما يقدمه من أفكارٍ وحلولٍ بيئيةٍ مبتكرة، تهدف لتقديم مزيدٍ من الرفاهية مع الأخذ بالحسبان في نفس الوقت المحافظة على البيئة.