عندما ينعزل المنزل يكتفِ بذاته!

3

يعتبر منزل اليوم المرحلة الأولى من مشروع تصميم معهد ISEAMI المتخصص بمعالجة قضايا هامة كالاستدامة والبيئة إلى جانب الفنون والمنطق والبحث، ويمكننا القول بأنه البقعة الأبرز والأهم في المعهد، ولذلك قرر معماريو Robles رفد منطقة شبه جزيرة Osa في كوستا ريكا، بمكانٍ متعدد الوظائف يضم فيما يضم العديد من الأنشطة مثل البحث والتأمل والتدريب واليوغا، وكل ذلك في التراس عند الطابق الأول.

من جهةٍ أخرى جاء هذا التصميم ليطرح مفهوماً جديداً من شأنه تثقيف وتوعية النزلاء والمجتمع بشكلٍ عام بأهمية العيش المستدام، فضلاً عن الحفاظ على تماسٍ مباشر ونهجٍ مسؤول فيما يتعلق بالطبيعة المحيطة بالموقع، حيث تحظى المنطقة بنسبة 5% من التنوع البيولوجي العالمي.

لقد استعان فريق العمل في Robles بتقنية تصميمٍ خاصة بهم وتدعى نظام Robles المعماري الديناميكي SDRA، وفيها قاموا بالتحري حول الموقع والمناخ والطاقة والمياه إلى جانب المواد والبيئة والغلاف الجوي والتكلفة، وأخيراً الابتكار في استخدام المواد واستراتيجيات التصميم، ومن ثم تم تحليل هذه العناصر، بهدف تطوير خطة التصميم، لتخدم بدورها المبنى إلى الأبد، إلى جانب الحد من التأثيرات السلبية التي قد يطرحها المنزل على البيئة الطبيعية، وبالتالي خفض التأثير السلبي على المنزل هذه المرة، والتي قد تجلبه البيئة الطبيعية.

أما أحد أهم الأهداف الرئيسية فقد كان خلق بيتٍ ذي صيانة منخفضة جداً، حيث يقع المشروع في موقعٍ منعزلٍ تماماً على بعد 30 كيلومتر من أقرب بلدة وهي Puerto Jimenez، مما يعني افتقار المنزل إلى الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه، وبالتالي فقد ارتأى القائمون على المعهد استثمار منزل مكتف ذاتياً بنسبة 100%، وبالفعل تم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحصول على ترخيص حكومي يسمح لإدارة المعهد بتأمين ما يلزم لبناء المنزل من مياه وكهرباء، بحيث تكون هذه المصادر خاصةً بها دوناً عن غيرها، الأمر الذي ساعد على توفير مياه صالحة للشرب، إلى جانب تزويد الموقع بمولدات لتوليد الكهرباء من هذه المياه، والتي يقدر إجمالي الإنتاج فيها قرابة 800 كيلو واط ساعي.

وبذلك أصبح نادي Iseami مصنعاً لإنتاج الطاقة الشمسية بحد ذاته، باستطاعة تقدر بحوالي 10,800 كيلو واط ساعي، ويُعزا ذلك إلى تصميم السقف الفريد وتوجيهه بالشكل المناسب، بالإضافة إلى مساهمة المواد الإنشائية القوية في ذلك أيضاً.

من جهة أخرى يحظى زائرو النادي بمياه ساخنة على طول اليوم والفضل هنا لخزان المياه المسخن بفعل الطاقة الشمسية.

أخيراً لقد ساهمت عملية البحث التي سبقت تنفيذ المشروع برفد كوستا ريكا بواحدٍ من أكثر النوادي تميزاً، اشتركت فيه مواد البناء المنتقاة بعناية لتخدم في أسوأ الظروف المناخية دون الحاجة إلى أية أعمال صيانة، إلى جانب التصميم الذكي والحذر تجاه رطوبة المنطقة ونسبة الأمطار العالية، ولا ننسى الحياة النباتية والحيوانية التي تعتبر أحياناً عاملاً في إخفاق أي مشروع، ولكن نادي ISEAMI تجاوز كل الصعاب واستطاع أن يفرض نفسه وبقوة.

إقرأ ايضًا