مبنى الردهة من تصميم دي أمبروزيو

6

لم يكن اختيار التصميم المناسب هذه المرة بالأمر السهل فقد كان على معماريي D’ Ambrosio رفد شركة Jawl للتطوير بتصميمٍ قادر على إنعاش الشارع وإثراء المجتمع ككل وليس هذا كل شيء فقد كان على التصميم أن يثبت قدرة المبنى المكتبي أن يكون أخضراً!

تمثّلت النية في إقحام مبنى “Atrium أو الردهة” الحاصل على شهادة LEED الذهبية في وسط المدينة التاريخي… بارتفاعه المتوسط ومواده الطبيعية المستدامة، والتي ساهمت جميعها بإضفاء شعورٍ بالاستقرار وطول العمر كغيره من مباني الحي، فقد استطاعت هذه “الردهة”، والفضل لطابقها الأرضي الشفاف الذي يضم بدوره مجموعة من المقاهي والمطاعم، أن تستثير الناس للمشي بالقرب منها والنظر إليها وحتى البقاء فيها لبعض الوقت. من جهةٍ أخرى نجح هذا المبنى بإطلاق موضة جديدة من نوعها في كاليفورنيا، ألا وهي موضة الحدائق المطرية، حيث نلاحظ بالنظر إلى سقف المبنى وجود هذا النوع من الحدائق والتي استطاعت هنا أن تضع حداً لتلوث الشارع بغض النظر عن قيمتها الجمالية وقدرتها على التخفيف من وطأة ناطحة السحاب هذه.

كما ويسترعينا وجود ردهة مكسوة بالخشب في وسط المبنى والتي ترتبط مباشرةً مع الشارع من خلال واجهة ممتدة على سبعة طوابق، حيث تخدم هذه الردهة كغرفةٍ عمرانية شبه عمومية، فقد ارتأى القائمون على إدارة المبنى أن يؤمن التصميم مساحة طابقية كبيرة نوعاً ما مرنة في الوقت نفسه وذات كفاءة عالية بالطبع على أمل جذب أكبر عددٍ من المستأجرين.

وبذلك نلاحظ بأن الهدف من وراء بناء هذه الردهة قد تجاوز كونها مجرد منطقة قابلة للتأجير والسلام لتصبح إحدى أهم عناصر التصميم، حيث ساهمت بزيادة الرغبة على المساحات الداخلية من خلال تزويدها بضوء النهار والإطلالة المناسبة، في المقابل استطاع حجم الردهة الديناميكي أن يجعل منها قاعة دخولٍ ومساحة اجتماعٍ من الطراز الأول تضم فيما تضم واحداً من أكثر أنظمة التحكم البيئية.

وأخيراً ساهم استخدام الفسيفساء إلى جانب المنحوتات بإضفاء نكهة خاصة على المشروع والتعزيز من كثافته في الوقت الذي أدت فيه الردهة دورها على أكمل وجه فيما يتعلق بالاستجابة والطبيعية الطبوغرافية للموقع، ولا ننسى مساهمتها الفعالة في جعل المبنى عنصراً بارزاً في وسط المدينة.

إقرأ ايضًا