عالمٌ سحري لطلاب مدرسةٍ دنماركية

4

قد يظن المرء بأن مدرسة Munkegård في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن تفتقر إلى الحياة بمبانيها وساحاتها المكررة، ولكنه سوف يتفاجأ كلياً عند معرفته بأن هذه الرتابة الظاهرية كانت السبب في خلق التوسعة الجديدة الحيوية هذه.

فقد قام مؤخراً فريق Dorte Mandrup المعماري بالاستفادة من الساحات الأربعة الكبيرة المصممة مسبقاً على شكل فتحاتٍ بلورية، بضخ ضوء النهار في خطة التوسعة الجديدة، كما وخطّ أبعاد هذه التوسعة بما يقارب نصف أبعاد الساحات الأصلية، مما أكسبها شكلاً مستطيلاً ومحدداً جيداً من الملعب.

وكأنها تتراقص تحت الأرض… تلتف التوسعة الجديدة حوالي تسعين درجة، بينما تسهم الساحات الأربعة المتعاقبة حولها بجعلها أكثر عضوية وانفتاحاً، وبذلك تخدم هذه الساحات كمساحاتٍ خارجية متصلة مع المشاريع التي تجري في المساحة المشتركة.

وتضم هذه التوسعة دورات مياهٍ جديدة لا تشبه أياً من دروات المياه التي شاهدناها من قبل، فقد تم تزيين الأبواب والأرضيات برسوماتٍ رائعة كتحيةٍ لرسومات الفنان الدنماركي Arne Jacobsen، ولكنها هنا طبعت باستخدام تقنيةٍ رقمية قبل رصفها أفقياً وعمودياً.

كما وقد كان من المهم، كجزءٍ من إعادة تصميم المدرسة، تحويل قاعة الاجتماعات القديمة إلى مكتبةٍ للمدرسة، فقد كانت هذه القاعة تحظى بموقعٍ استراتيجي يؤهلها لتكون القلب النابض لمدرسة Munkegård دون أن تدري، ولا نقصد هنا بأن المدرسة قد خضعت لتعديلاتٍ في كتلتها، فقد اقتصر الأمر على إقحام بعض المفروشات الكبيرة، دون أن يؤثر ذلك على هوية المدرسة الأصلية… حيث يمكن إزالتها واستبدالها بأخرى بكل سهولة.

من جهةٍ أخرى ارتأى فريق Dorte Mandrup إقحام كتلة متدرجة ضخمة أثناء تحويل قاعة الاجتماع إلى المكتبة المنشودة، يمكن استخدامها كرفوفٍ للكتب خلال النهار، وكبقعةٍ لاستقبال العامة في المناسبات الخاصة، فقد تم طلاء هذه الكتلة الفولاذية بكسوةٍ فريدة من البولي كربونات، مما ساهم بدخول الضوء الطبيعي بنسبة كبيرة.

وأخيراً يمكن لطلاب المدرسة استخدام رفوف المكتبة هذه كمخابئ صغيرة، وكأنهم في عالم هاري بوتر السحري، يمكن لهؤلاء الطلاب الاستمتاع بمساحةٍ خاصة بمجرد تحريك أصابعهم الصغيرة.

إقرأ ايضًا