باب مفتوح إلى الله…

3

عُرفت فيلنيوس منذ الأجل على أنها المدينة المتناقضة، فعند زيارتك للعاصمة اللتوانية سوف تتعرف على عالمين مختلفين في آن واحد؛ الجزء التاريخي الشهير، الذي يضم المدينة القديمة المحمية من قبل اليونسكو، والعشرات من الكنائس والمزارات الثقافية المختلفة التي أُنشئت خلال قرون مضت، والجزء الثاني الذي يضم المناطق السكنية التي بُنيت أساساً خلال سنوات الحكم السوفياتي.

ولكن للأسف حُرمت تلك الأخيرة من أية مساحات مقدسة، وتحولت مع الوقت إلى منطقة عمرانية شاسعة فارغة، مما استدعى بناء كنيسة في واحدة من تلك المناطق.

بدورهما اقترحا المعماريان Donaldas Trainauskas و Darius Baliukevicius تصميم كنيسة غريبة نوعاً ما عمّا عهدناه في العمارة الليتوانية الكنسية.

فقد قاما بتصميم “باب مفتوح” إن صح التعبير، في محاولةٍ لجعل هذا الباب سبيلاً إلى الله، ويظهر ذلك جلياً بالنظر إلى واجهة الكنيسة، التي تطغى على تفاصيلها أجواء الزهد ولكن ضمن قالبٍ عصري.

إلا أن هذا القالب العصري لم يكن ليؤثر على التوجه التقليدي للكنائس فيما يتعلق بالنقاط الأساسية… صحن واحد… مسافات متناظرة كلاسيكية… ومذبح رئيس في النهاية.

وينطبق التوجه ذاته على التشطيبات النهائية، في الداخل وفي الخارج، فقد اعتمد Trainauskas و Baliukevicius على الإسمنت في تشطيب الكتلة الخارجية، بينما اعتمدا على الخشب في تشطيب الكتلة الداخلية.

بالحديث عن الكتلة الداخلية، سوف تشهد عزيزي القارئ أجواء غاية في الهيبة والوقار بفعل الأخشاب والألوان والأضواء، حيث تم ضخ مجموعة من الأضواء الخافتة في المساحات الداخلية من الكنيسة، بالتركيز على الصليب فوق المذبح الرئيس، وفي المقابل، تم دمج مجمع المباني مع المناظر الطبيعية الخارجية، انطلاقاً من سياسة تخطيط المبنى الجديد التي تعتمد على استخدام مساحة صغيرة، وبالتالي ترك مزيد من المساحات العامة.

إقرأ ايضًا