مكتبة جديدة في سكرامنتو.. كتاب مفتوح

17

قام كريستوفر نول وجانيت تام بإجراء دراسة على مناخ سكرامنتو قبيل رسم الخطوط الأولية لمكتبة وادي هاي نورث لاغونا، وقد وضع المعماريان، وهما للعلم مؤسسي شركة Noll + Tam، نصب أعينهما أثناء تصميم المكتبة زيادة الضوء الطبيعي، فضلاً عن زيادة العزل الحراري، وبالتالي تحقيق شروط قانون ولاية كاليفورنيا (AB32)؛ أول قانون تشريعي لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في كافة أنحاء الولاية.

وهو ما يشرح لنا شكل المبنى الذي يحاكي شكل الكتاب المفتوح، فقد وضع نول وتام رسماً أولياً لسقف المكتبة أقرب إلى حرف V، في محاولةٍ لالتقاط أكبر كمية ممكنة من الضوء الطبيعي في الجهتين الشمالية والجنوبية من المبنى، وكنتيجة التخفيف من استخدام الإضاءة الاصطناعية التي أثبتت فشلها في البيئات التعليمية.

وعدا عن زيادة الإضاءة الطبيعية، عمل فريق Noll + Tam بالاشتراك مع لجنة بناء المكتبة، على زيادة المساحات الداخلية للزوار والعاملين على حدٍ سواء، وفي سبيل ذلك تم توزيع تلك المساحات على طول “عمود فقري” فولاذي، في إشارة، للمرة الثانية، إلى شكل الكتاب المفتوح.

إذ من المقرر أن يقوم هذا “العمود الفقري” بقيادة الزوار عبر أقسام المكتبة المختلفة، من قسم الأطفال إلى قسم المراهقين مروراً بثلاثة مساحات للقراءة ومركز التعلم، وصولاً إلى مختبر الكمبيوتر المزود بأجهزة الكمبيوتر الحديثة وخدمات الانترنت.

كما وستطالع زوار وادي هاي نورث لاغونا، كما هي حال المكتبات المعاصرة، غرفة اجتماعات تستوعب أكثر من 100 شخص، فضلاً عن غرفة طعام لتناول وجبات الطعام والاجتماع بالآخرين.

بالعودة إلى الضوء الطبيعي، الذي يعد من أبرز متطلبات التصميم، فقد تم توجيه الواجهات الطويلة نحو الجهة الشمالية والشرقية، وبذلك نجح فريق Noll + Tam، في التقاط كمية أكبر من الضوء الطبيعي، في حين سمح شكل السقف المائل بتركيب الألواح الشمسية بطريقة مثالية؛ وهي عبارة عن صفائح شمسية يتم دمجها في كتلة المبنى تساهم بشكل كبير في خفض استهلاك المبنى من الطاقة حوالي 12%.

وهنا لابد من الاعتراف بقدرة الألواح الإسمنتية على تعزيز هذه النسبة، فبعد استخدام هذه الألواح في بناء العديد من المخازن وغيرها من المباني التجارية في المنطقة، نجح فريق Noll + Tam اليوم ومن خلال استخدام الألواح نفسها في بناء المكتبة، في تأمين العزل للكتلة والحفاظ في الوقت نفسه على حرارة المساحات الداخلية.

يُذكر أن تقنية البناء التقليدية هذه، كانت السبب في حصول الفريق على منحة معمارية من برنامج Savings by Design المحلي لإجراء بعض البحوث والدراسات على التقنية وإثبات قدرتها على تأمين العزل الحراري اللازم، بالاشتراك مع غيرها من تقنيات التهوية البديلة متعددة الاستخدامات، التي نجحت بدورها في جلب الهواء الطبيعي إلى المساحات الداخلية أثناء الليل.

إقرأ ايضًا